نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 327
في خلقه فهو ليس في مكان ، وهذا أمر جاء به نص القرآن والحديث وهو من المحكم الذي يجب أن نؤمن به ، ولن نستطيع أن نفهمه لأننا لا ندرك إلا ما شاهدناه وعرفناه مربوطا بالمكان والله تعالى لا يمكننا أن ندركه ، والمخلوق لا يدرك الخالق سبحانه ، ومن خالف في هذا الموضوع فإنه يخالف عقيدة الإسلام الحقة الواضحة . وقال الحافظ ابن حجر في ( فتح الباري ) ( 6 / 136 ) : ( ولا يلزم من كون جهتي العلو والسفل محال على الله تعالى أن لا يوصف بالعلو ، لأن وصفه بالعلو من جهة المعنى ، والمستحيل كون ذلك من جهة الحس ) ا ه . وقول النبي ص في حديث الصحيحين : إن الله كتب كتابا لما قضى الخلق أن رحمته سبحانه سبقت غضبه فهو عنده فوق العرش . ( أنظر البخاري 13 / 522 ومسلم 4 / 2107 ) . قال الحافظ ابن حجر في ( الفتح ) ( 13 / 526 ) في شرح الحديث : ( والغرض منه الإشارة إلى أن اللوح المحفوظ فوق العرش ) . قلت : لو كان الله سبحانه كما يزعمون في المكان العدمي الذي يزعمونه فوق العرش لكان كاللوح المحفوظ الذي يشاركه أيضا في كونه فوق العرش والدليل القطعي وهو قوله تعالى * ( ليس كمثله شئ ) * ينفي هذا الأمر نفيا واضحا قاطعا وكذا قوله تعالى * ( ولم يكن له كفوا أحد ) * كذلك ينفيه ! ! فلو كان الله يوصف بأنه منفصل عن العالم لكان له مشابه ومكافئ ، وذلك أن كثيرا من الأجسام أيضا منفصلة عن أجسام أخرى كالشمس مثلا فإنها منفصلة عن الأرض ليست داخلها وبينهما مسافة محدودة ، أي لها حد ومقدار ، فكذلك لو تخيل المجسم أن الله تعالى منفصل عن العالم بائن عنه كما يقولون [167] لكان بينه وبين العالم مسافة فإذا انتهت هذه المسافة ابتدأ الجسم الآخر وهو جسم معبود المجسمة الذي يتخيلونه ! ! فلو
[167] معنى ( بائن من خلقه ) عند أهل الحق أي : غير مشابه لهم ، وعند المجسمة معناه منفصل عنهم .
327
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 327