نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 321
القرآن بالعجمية والظواهر ، ولنفهمه بالعربية الفصحى وبأساليبها في المجازات الاستعمارية ، والدقائق البلاغية . ومن تلك الآيات أيضا قوله تعالى : * ( أأمنتم من في السماء ) * ومعناها أأمنتم من شأنه عظيم ، لأن العرب إذا أرادت أن تعظم شيئا وصفته بالعلو فتقول : فلان اليوم في السماء ، وفي المقارنة تقول : أين الثرى من الثريا ، والثريا نجم عال في السماء . فيكون معنى الآية أأمنتم من العظيم الجليل صاحب الرفعة والربوبية والبطش أن يخسف بكم الأرض ، أو يكون المراد بقوله تعالى : * ( من في السماء ) * سيدنا جبريل أو أي ملك يرسله الله ليخسف أي قرية أو أي موضع من الأرض ، كما أرسل الملك الذي خسف الأرض بقوم سيدنا لوط عليه السلام ، والملائكة مسكنها السماء . بصريح أدلة كثيرة منها ما رواه البخاري ( فتح 2 / 33 ) ومسلم ( برقم 632 ) مرفوعا : ( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم - وهو أعلم بهم - : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلون ، وأتيناهم وهم يصلون ) ، هذا مع قول الله تعالى : * ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ، قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) * فالعربي يفهم من هذا أن مسكن الملائكة الأصلي في السماء وليس في الأرض . وأما الآيات التي فيها ذكر النزول كقوله تعالى : * ( نزل به الروح الأمين ) * الشعراء : 192 وقوله تعالى : * ( إنا أنزلناه في ليلة القدر ) * فلا دلالة فيها لما تريده المجسمة البتة ، وإنما فيها أن الملائكة تنزل من السماء إلى الأرض ، وأن القرآن نقله سيدنا جبريل عليه السلام من السماء أو من اللوح المحفوظ الذي هو فوق السماء السابعة إلى الأرض بأمر الله تعالى . وكل ما أنعم الله به علينا من نعم ورزق أمدنا به يقال : أتانا من الله أو أنزله الله تعالى إلينا ، ومنه قوله تعالى * ( وأنزلنا الحديد ) * مع أن الحديد يستخرج
321
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 321