responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 320


أنه سبحانه عما يقولون حال في السماء أو فوق العرش ، والحق في الجميع أي في هذين القسمين أن الظاهر غير مراد وأن الله سبحانه موجود بلا مكان لأنه خالق المكان ولا يجوز أن يحل فيه ، وأنه منزه عن أن يكون في كل مكان أو على العرش أو في السماء ، وإن جاز أن تطلق هذه الظواهر مجازا ويراد منها غير ظاهرها وذلك حسب سياق النصوص التي وردت فيها ، فهي إطلاقات عربية صحيحة غير مراد ظاهرها عند من تذوق هذه اللغة الفصيحة .
ومن تلك الآيات التي يستدل بها المجسمة أيضا قوله تعالى : * ( تعرج الملائكة والروح إليه ) * أي : تعرج الملائكة إلى المكان الذي هو محلهم وهو في السماء ، لأن السماء محل بره وكرامته ، وهذا تماما كقول الله تعالى حكاية عن سيدنا إبراهيم عليه السلام * ( إني ذاهب إلى ربي ) * أي إلى الموضع الذي أمرني به ، أو إلى مفارقتكم للتفرغ لعبادة ربي وطاعته ، وبمثل الذي قلناه قال القرطبي في تفسيره ( 18 / 281 ) ، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح ( 13 / 416 ) :
( قال البيهقي : صعود الكلام الطيب والصدقة الطيبة عبارة عن القبول ، وعروج الملائكة هو إلى منازلهم في السماء . . ) .
ومن تلك الآيات أيضا قوله تعالى : * ( إني متوفيك ورافعك إلي ) * ومعناها ورافعك إلى السماء الثانية ، كما جاء في الصحيحين في حديث الإسراء أن رسول الله ص وجد سيدنا عيسى في السماء الثانية . فيكون معنى الآية إني رافعك إلى مكان لا يستطيعون أن يصلوا إليك فيه ، ولا يعني أن سيدنا عيسى عليه السلام رفع إلى مكان فيه رب العالمين عند جميع العقلاء ، كما لا يعني أنه الآن عند الله حقيقة أو جالس مثلا بجنبه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، وهذا تماما كقوله تعالى في الظل في سورة الفرقان : * ( ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا ) * فقوله * ( إلينا ) * لا يعني أن الظل في الليل يذهب عند الله وأن الله في مكان فليتيقظ أولوا الألباب ومثله كما تقدم قول سيدنا إبراهيم عليه السلام * ( إني ذاهب إلى ربي سيهدين ) * لا يعني أنه ذهب إلى بقعة في الأرض كان فيها رب العالمين ، فلنبتعد عمن يفهم

320

نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 320
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست