نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 319
المثال الرابع : بعض الآيات الأخرى في العلو أيضا والصحيح في معنى قوله تعالى : * ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) هو ما قاله الحافظ المتقن أبو حيان في تفسيره ( البحر المحيط ) ( 7 / 303 ) حيث قال : ( وصعود الكلام إليه تعالى مجاز في الفاعل وفي المسمى إليه لأنه تعالى ليس في جهة ، ولأن الكلم ألفاظ لا توصف بالصعود ، لأن الصعود يكون من الأجرام ، وإنما ذلك - أي معنى الآية : - كناية عن القبول ، ووصفه بالكمال ، كما يقال : علا كعبه وارتفع شأنه ، ومنه : ترافعوا إلى الحاكم ورفع الأمر إليه وليس هناك علو في الجهة ) ا ه وما بين الشرطتين من إيضاحي . وقد توهم المجسمة من ظاهر هذه الآية أنها دليل على أن معبودهم في السماء أو فوق السماء على العرش وأن الأعمال تصعد إليه ! ! ولم ينظروا إلى أساليب العربية ، ولا إلى كلام العرب الذين نزل القرآن الكريم بلغتهم ، ولم يلحظوا أن هؤلاء العرب كانوا يستعملون الاستعارات والمجاز والتفنن في التعبير حتى أنهم تميزوا بهذه الفصاحة عن سائر الأمم . ونحن في مثل هذا المقام لا بد لنا أن نذكر بعض الآيات التي أخذت المجسمة بظواهرها لتستدل بها على العلو الحسي الذي تعتقده ، ثم نردف ذلك بذكر بعض الآيات والأحاديث التي تبطل لهم استدلالهم والتي يوهم ظاهرها أنه سبحانه موجود في كل مكان ، وهذه أيضا عقيدة باطلة ، ليدرك أهل العلم أن أولئك المجسمة يؤولون الآيات التي لا تدل على عقيدتهم الفاسدة التي تنص على أنه سبحانه في السماء أو على العرش حقيقة ، ولا يؤولون الآيات الأخرى التي يؤخذ من ظاهرها
319
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 319