responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 310


ثم قد أخبر أنه نفخ فيه من روحه [161] ، ولم يرد إلا الوضع بالفعل والتكوين ، والمعنى : نفخت أنا ، ويكفي شرف الإضافة ، إذ لا يليق بالخالق جل جلاله سوى ذلك لأنه لا يحتاج أن يفعل بواسطة ، إذ ليس له أعضاء وجوارح يفعل بها ، لأنه الغني بذاته ، فلا ينبغي أن يتشاغل بطلب تعظيم آدم مع الغفلة عما يستحقه الباري سبحانه من التعظيم ( والتنزيه ) بنفي الابعاض والآلات في الأفعال ، لأن هذه الأشياء صفة الأجسام ، وقد ظن بعض البله أن الله يمس ، حتى توهموا أنه مس طينة آدم بيد هي بعض ذاته ، وما فطنوا أنه من جملة مخلوقاته جسما يقابل جسما فيتحد به ويفعل فيه ، ومن السحر من يعقد عقدا فيتغير به الشئ حالا وصفة ! ! أفتراه سبحانه جعل أفعال الأشخاص والأجسام تتعدى إلى الأجسام البعيدة ، ثم يحتاج هو في أفعاله إلى معاناة الطين . وقد رد قول من قال هذا بقوله تعالى : * ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) * آل عمران : 58 ] . انتهى كلام الإمام الحافظ ابن الجوزي رحمه الله تعالى .
أقول : وقولهم ( إن قول الله سبحانه * ( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ) * فيه إثبات يدين والقدرة لا تثنى ! ! ) كلام فاسد وقول باطل لغة وشرعا ، أما لغة : فتقدم كلام الإمام ابن الجوزي فيه وأما شرعا فقد جاء في صحيح مسلم ( 4 / 2253 ) قوله ص في يأجوج ومأجوج : ( لا يدان لأحد بقتالهم ) أي : لا قدرة ولا طاقة ، كما قاله العلماء وأهل اللغة كما في شرح مسلم للإمام النووي ، فعلى هذا نقول ثبت استعمال التثنية لليد في اللغة وفي الشرع والمراد بها القدرة وبطل ما يقوله المجسمة ، والله الموفق والهادي والحمد لله رب العالمين .



[161] معنى من روحه : أي الروح التي خلقها وأضافها إلى نفسه ليشرفها كما أضاف الكعبة إليه ليشرفها فقال : * ( أن طهرا بيتي للطائفين ) * وكل الناس يعرفون أنه لا يسكنه وأنه تعالى عن ذلك فقولنا : بيت فلان يخالف تماما قولنا : بيت الله وهكذا فتأمل .

310

نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست