responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 311


المثال الثاني :
الاستواء احتجت المجسمة بقوله تعالى * ( الرحمن على العرش استوى ) * على أن الله تعالى جالس على العرش وأنه عال عليه علوا حسيا ، وبعضهم يعتقد ذلك ولا يصرح بلفظ الجلوس ولا بالعلو الحسي إنما يقول : الله في العلو ويشير إليه إلى جهة السماء ، وهذا خطأ محض بلا شك لأن الله تعالى منزه عن المكان ، والعرب تقول عمن أرادت تعظيمه على وجه المجاز فلان في السماء ، أي عظيم القدر ، وإليكم تفصيل الكلام على هذه الآية وما شابهها من كلام الإمام الحافظ ابن الجوزي في ( دفع شبه التشبيه ) ص ( 121 ) مع تعليقاتنا عليه في الحاشية :
قال رحمه الله تعالى :
[ ومنها قوله تعالى : * ( ثم استوى على العرش ) * الأعراف : 54 .
قال الخليل بن أحمد : العرش : السرير ، فكل سرير ملك يسمى عرشا ، والعرش مشهور عند العرب في الجاهلية والإسلام قال الله تعالى : * ( ورفع أبويه على العرش ) * يوسف : 100 وقال تعالى : * ( أيكم يأتيني بعرشها ) * النحل : 38 .
واعلم أن الاستواء في اللغة على وجوه منها : الاعتدال . قال بعض بني تميم فاستوى ظالم العشيرة والمظلوم . أي اعتدلا ، والاستواء : تمام الشئ قال الله تعالى : * ( ولما بلغ أشده واستوى ) * القصص : 14 ، أي تم .
والاستواء : القصد إلى الشئ قال تعالى : * ( ثم استوى إلى السماء ) * البقرة :
29 . أي قصد خلقها ، والاستواء الاستيلاء على الشئ قال الشاعر :
قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق ( 162 )


( 162 ) وبعض المبتدعة يقولون : هذا البيت هو للأخطل وكان نصرانيا فهل تبنون عقائدكم على قول نصراني ؟ ! ونجيبهم فنقول : نحن نستدل أيضا في فهم لغة العرب من أقوال عبدة الأصنام الجاهليين فضلا عن الأخطل النصراني ، وذلك لأن الله تعالى أنزل هذا القرآن الكريم بلغة العرب الأقحاح الذين كانوا يعبدون الأوثان والأصنام فنحن إذا أتينا بأشعارهم وأرجازهم فإنما نأتي بها لنفهم المعنى المراد من الآية الكريمة التي نزلت بلغة أولئك ، وقدوتنا في ذلك سيدنا رسول الله ص الذي كان يستنشد بعض الصحابة أبياتا لبعض الجاهليين ويقول كلما فرغ ( هيه ) حق يأتي بالذي بعده ، وتد ثبت ذلك عنه ص . رواه أبو داود الطيالسي ص ( 179 ) . والصحابة الأجلاء رضي الله تعالى عنهم قدوتنا في ذلك أيضا وهذا سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما يقول فيما روى عنه البيهقي في ( الأسماء ) والصفات ) : ( إذا خفي عليكم شئ من القرآن فاتبعوه من الشعر . . ) والإمام البخاري أيضا معنا في ذلك فهو يستدل ويستشهد في صحيحه ( 13 / 47 ) بقول امرئ القيس المشرك الكافر ، وكتب التفاسير مليئة بأشعار المشركين فضلا عن نصارى العرب ! ! فتأمل ! ! وإذا كانت المبتدعة قد سئمت قول الأخطل هذا فقد أورد لهم ابن الجوزي بيتا آخر بعده وأزيدهم بيتا ثالثا لبعض العرب فأقول : إذا ما علونا واستوينا عليهم * جعلناهم مرعى لنسر وطائر

311

نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 311
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست