نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 298
قلت : من كلامه هذا يتبين أن السلف اختلفوا في تأويل هذه الآية ، وهذا يثبت لنا أمرين اثنين : الأول : إثبات التأويل عند السلف . والثاني : اختلاف السلف في مسائل عقائدية تتعلق بصفات الله تعالى . دليل هذه القاعدة : وقال ابن جرير هناك أيضا ضمن عرضه لمذاهب السلف في هذه القضية : [ وقال آخرون : قوله * ( إنما نحن مستهزؤون الله يستهزئ بهم ) * وقوله * ( يخادعون الله وهو خادعهم ) * وقوله * ( فيسخرون منهم سخر الله منهم ) * و * ( نسوا الله فنسيهم ) * وما أشبه ذلك أخبار من الله أنه مجازيهم جزاء الاستهزاء ومعاقبهم عقوبة الخداع ، فأخرج خبره عن جزائه إياهم وعقابه لهم مخرج خبره عن فعلهم الذي عليه استحقوا العقاب في اللفظ ، وإن اختلف المعنيان ، كما قال جل ثناؤه : * ( وجزاء سيئة سيئة مثلها ) * ومعلوم أن الأولى من صاحبها سيئة ، إذ كانت منه لله تبارك وتعالى معصية ، وأما الأخرى فعدل [155] لأنها من الله جزاء للعاصي على المعصية فهما وإن اتفق لفظاهما ( لكنهما ) [156] مختلفا المعنى ، وكذلك قوله * ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه ) * فالعدوان الأول ظلم والثاني جزاء لا ظلم ، بل هو عدل ، لأنه عقوبة للظالم على ظلمه وإن وافق لفظه لفظ الأول ، وإلى هذا المعنى وجهوا كل ما في القرآن من نظائر ذلك مما هو خبر عن مكر الله جل وعز بقوم ، وما أشبه ذلك ] انتهى كلام الإمام ابن جرير الطبري المراد نقله . [ قاعدة أخرى ] : زعم بعض المشبهة أن إطلاق صفة على شئ ما ، يدل على أن هذه الصفة هي أصلا من صفات ذلك الشئ ، وإلا لما جاز
[155] وقعت هذه العبارة في الأصل ( وأن الأخرى عدل ) فأصلحتها ليتضح المعنى أكثر . [156] لفظة ( لكنهما ) من زياداتي لإيضاح المعنى وإبرازه أكثر .
298
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 298