نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 261
صفة الخالقية قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى : ( خالق بلا حاجة ، ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق ، ولا بإحداث البرية استفاد اسم الباري ، وكما أنه محيي الموتى بعدما أحيا استحق هذا الاسم قبل أحيائهم كذلك استحق اسم الخالق قبل إنشائهم ) . الشرح : الخلق بمعنى الإبراز من العدم صفة لله سبحانه وتعالى ودليلها من القرآن قوله تعالى * ( الله خالق كل شئ ) * وقوله تعالى * ( هل من خالق غير الله ) * ؟ ! وقال تعالى * ( ألا له الخلق والأمر ) * وآيات كثيرة أخرى . فمعنى الخالق أي أنه الذي أبدع وكون جميع المخلوقات والحادثات ، فكل ما سوي الله تعالى حدث بخلقه وتكوينه وإبداعه ، فالخلق هو الإبراز من العدم ، فلا خالق بهذا المعني إلا الله سبحانه وتعالى . وأما قوله تعالى * ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) * فمعناه : أحسن المقدرين ، لا أن هناك خالقين أي مبرزين من العدم غير الله تعالى لكنه هو أحسنهم خلقا ، لا ليس كذلك . فالمراد هنا : أن الله تعالى أحسن المقدرين ، لأن تقديره سبحانه لا يخطئ ، وتقدير غيره يجوز عليه الخطأ والتغير ، والعرب تستعمل الخلق بمعنى التقدير وقد جاء ذلك في أشعارهم وأرجازهم ، ومن ذلك قول زهير بن أبي سلمى يمدح رجلا : ولأنت تفري ما خلقت وبعض * القوم يخلق ثم لا يفري معناه كما في لسان العرب : أنت تقدر وتنفذ ، وبعض الناس يقدر ولا
261
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 261