نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 239
فلا يفهم العظمة فيه : نعم غايته أن يقدر الإنسان نفسه جميل الصورة جالسا على سريره وبين يديه غلمان يمتثلون أمره ، فلا جرم غايته أن يقدر ذلك في حق الله - تعالى وتقدس - حتى يفهم العظمة . بل لو كان للذباب عقل وقيل له ليس لخالقك جناحان ولا يد ولا رجل ولا له طيران لأنكر ذلك ، وقال : كيف يكون خالقي أنقص مني ؟ أفيكون مقصوص الجناح أو يكون زمنا [139] لا يقدر على الطيران ؟ أو يكون لي آلة وقدرة لا يكون له مثلها وهو خالقي ومصوري ؟ وعقول أكثر الخلق قريب من هذا العقل ، وإن الإنسان لجهول ظلوم كفار ، ولذلك أوحى الله تعالى إلى بعض أنبيائه : لا تخبر عبادي بصفاتي فينكرونى ولكن أخبرهم عني بما يفهمون . ولما كان النظر في ذات الله تعالى وصفاته خطرا من هذا الوجه اقتضى أدب الشرع وصلاح الخلق أن لا يتعرض لمجاري الفكر فيه ، لكنا نعدل إلى : ( 2 ) ( المقام الثاني ) وهو : صفة الوجود وهو النظر في أفعاله ومجاري قدره وعجائب صنعه وبدائع أمره في خلقه فإنها تدل عليه وعلى جلاله وكبريائه وتقدسه وتعاليه ، وتدل على كمال علمه وحكمته وعلى نفاذ مشيئته وقدرته ، فينظر إلى صفاته من آثار ( صفاته . واعلم أن كل ما في الوجود مما سوى الله تعالى فهو فعل الله وخلقه ، وهو دال على وجوده ، كما قال أحدهم : فواعجبا كيف يعصى * الإله أم كيف يجحده الجاحد وفي كل شئ له آية * تدل على أنه الواحد