responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 238


الفكر في جلال الله وعظمته وكبريائه وفيه مقامان :
( 1 ) المقام الأول : وهو الأعلى ( 137 ) :
الفكر في ذاته وصفاته ومعاني أسمائه ، وهذا مما منع منه حيث قيل : ( تفكروا في خلق الله تعالى ولا تفكروا في ذات الله ) ( 138 ) ، وذلك لأن العقول تتحير فيه فلا يطيق مد البصر إليه أحد من الخلق حقيقة ، فلا يعرف الله على الحقيقة إلا الله تعالى وحده .
فالنظر إلى ذات الله تعالى يورث الحيرة والدهش واضطراب العقل ، فالصواب إذن أن لا يتعرض لمجاري الفكر في حقيقة ذات الله سبحانه وصفاته ، فإن أكثر العقول لا تحتمله ، بل القدر اليسير الذي صرح به بعض العلماء هو : أن الله مقدس عن المكان ، ومنزه عن الأقطار ، والجهات ، وأنه ليس داخل العالم ولا خارجه ، ولا هو متصل بالعالم ولا هو منفصل عنه ، قد حير عقول أقوام حتى أنكروه إذ لم يطيقوا سماعه ومعرفته . بل ضعفت طائفة عن احتمال أقل من هذا إذ قيل لهم : إنه يتعاظم ويتعالى عن أن يكون له رأس ورجل ويد وعين وعضو ، وأن يكون جسما مشخصا له مقدار وحجم . فأنكروا هذا وظنوا أن ذلك قدح في عظمة الله وجلاله ، حتى قال بعض الحمقى من العوام : إن هذا وصف بطيخ هندي لا وصف الإله ! لظن المسكين أن الجلالة والعظمة في هذه الأعضاء . وهذا لأن الإنسان لا يعرف إلا نفسه فلا يستعظم إلا نفسه ، فكل ما لا يساويه في صفاته


( 137 ) هذه القضية وما بعدها منقولة من كلام الإمام الغزالي رحمه الله تعالى في ( الإحياء ) . ( 138 ) رواه البيهقي في ( الأسماء والصفات ) ص ( 283 ) عن ابن عباس موقوفا ، وقال الحافظ ابن حجر في ( الفتح ) ( 13 / 283 ) : ( موقوف وسنده جيد ) وأخطأ المتناقض الذي صححه مرفوعا ! !

238

نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست