نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 202
عليه العقل كتخصيص أو استثناء أو غير ذلك ، فينبغي أن يعرف طالب العلم بأن العلماء اختصروا هذا المعنى فقالوا : إذا عارض الدليل النقلي الدليل العقلي وجب تقديم العقلي ، ومرادهم بالنقلي هو الآحاد أو نص غير قطعي الدلالة ، ومرادهم بالعقلي إدراك العقل تظافر أدلة كثيرة على معنى ما . ونذكر ههنا مثالين لهذا الأمر لتتضح هذه المسألة : ( أولا ) : ردت السيدة عائشة كما تقدم على من قال أو روى أن سيدنا رسول الله ص رأى ربه وهو سيدنا ابن عباس ، ففي صحيح مسلم ( 1 / 158 ) عن عطاء عن ابن عباس قال ( رآه بقلبه ) وذكر الحافظ في الفتح ( 8 / 608 ) أن ابن خزيمة روى بإسناد قوي عن سيدنا أنس أنه قال ( رأى محمد ربه ) . قلت : ردت السيدة عائشة رضي الله عنها جميع ذلك كما في البخاري ( 8 / 606 ) ومسلم ( 1 / 159 ) فعن مسروق قال : قلت لعائشة رضي الله عنها : يا أمتاه : هل رأى محمد ربه فقالت : ( قد قف شعري مما قلت ! ! أين أنت من ثلاث من حدثكهن فقد كذب : من حدثك أن محمدا رأى ربه فقد كذب ، ثم قرأت * ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ) * * ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب ) * ) . فانظر يرحمك الله تعالى كيف ردت السيدة عائشة النص الظني بالعقل ، أي بما فهمه العقل وحكم به اعتمادا على القواعد الأصلية المبنية على نصوص القرآن القطعية ، وهذا هو المراد عند من قال : ( إذا تعارض العقل والنقل قدم العقل ) ولا يعني ذلك أن ترد الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لمجرد رفض العقل لها هكذا ! ! لا ! ! ولم يقل بهذا عاقل موحد فافهم هداك الله تعالى . [ ثانيا ] : روى مسلم في ( الصحيح ) ( 4 / 2149 برقم 2789 ) عن أبي هريرة مرفوعا : ( خلق الله عز وجل التربة يوم السبت ، وخلق فيها الجبال يوم الأحد ، وخلق
202
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 202