responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 114


واعلم يرحمك الله تعالى أن أهل الحق من المسلمين يثبتون لله من الصفات ما أثبت لنفسه ، وما يشوشه المجسمة عليهم من أنهم معطلة وجهمية تشويش فارغ لا قيمة له بعد التمحيص العلمي والتدقيق [68] .
فأهل السنة ( الأشاعرة والماتريدية وغيرهم من أهل الحق المنزهين ) يثبتون لله تعالى العلم والقدرة والإرادة والمشيئة والرحمة والحياة والسمع والبصر والكلام وغير ذلك من الصفات ، وينزهون الله سبحانه عما لا يليق به ، ولا يطلقون بعض الألفاظ والإضافات الواردة في الكتاب والسنة والتي لا يراد منها حقيقتها صفات لله تعالى ، لأن نفس القواعد التي أسستها آيات القرآن المحكمة وأحاديث النبي ص الصحيحة ترفض ذلك ، فمثلا لا يثبتون صفة النسيان مع أن لفظ النسيان ورد مضافا لله تعالى في القرآن ، قال تعالى : * ( نسوا الله فنسيهم ) * التوبة : 67 ، فلم يصفوا الله بذلك - أعني النسيان - لأن الله تعالى يقول أيضا : * ( وما كان ربك نسيا ) * مريم : 64 ، وكذلك لفظ الهرولة والضحك والمرض والجوع وردت في أحاديث لا يجوز لأي عاقل أن يطلقها صفات على الله سبحانه ، فالحديث الصحيح الذي فيه : ( ومن أتاني ماشيا أتيته هرولة ) لا نثبت به صفة الهرولة لله سبحانه التي معناها الحقيقي في اللغة المشي السريع ، بل يعرف جميع العقلاء ويدركون بأن المراد بذلك هو المعنى المجازي في اللغة وهو : ( من أطاعني وتقرب إلي تقربت إليه بإكرامه والإنعام عليه أكثر وأسرع ) .
وكذلك ما جاء في الحديث القدسي الصحيح : ( عبدي مرضت فلم تعدني . . ) الحديث رواه مسلم ( 4 / 0 199 برقم 2569 ) ، لا نقول أن الله أثبت لنفسه مرضا وأضافه إليه فنحن نثبت له صفة المرض ، بل لا يقول بهذا عاقل ، وقد أرشد الحديث إلى أن الصفة للعبد ، وإنما صرفنا تلك الصفة من أن نعدها من صفات



[68] والمؤمن لا ينغر بالشعارات ولا بالإشاعات ، وإنما يتثبت من كل أمر يسمعه ويمحص ويبحث بنفسه ، وأسأل الله أن لا ينطبق علينا نحن الأمة الإسلامية قول أحد أعدائنا فينا : هذه أمة تسمع ولا تقرأ !

114

نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست