responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 110


يهلكنا إلا الدهر ) وبعد هذا : فهل يقول عاقل بأن الرسل ما جاءت إلا لتقرير توحيد الألوهية الذي هو توحيد العبادة وإن توحيد الربوبية كان معروفا حتى عند الفراعنة ؟ ! مع أن فرعون كان يقول تارة : * ( ما علمت لكم من إله غيري ) * وتارة * ( أنا ربكم الأعلى ) * وكان اللازم على زعم من قال إنه كان يوحد ربوبية لو كان ذلك حقا أن يقول : ( أنا الهكم الأعلى ) وكذلك لما قال سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام : * ( أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ) * ولما قال الله تعالى : * ( واتخذوا من دونه آلهة لعلهم ينصرون ) * .
ولو كان الناس يقرون بتوحيد الربوبية دون الألوهية كما يزعم هؤلاء لما كان سؤال الملكين في القبر ( أي في البرزخ ) لهم كما جاء في الحديث الصحيح : ( من ربك ؟ ) بل كان ينبغي أن يكون على الزعم المخطئ ( من إلهك ؟ ) فلماذا اكتفى الملكان بتوحيد الربوبية ولم يسألا عن توحيد الألوهية ؟ !
ونصوص الكتاب والسنة طافحة بإثبات هدم تقسيم التوحيد إلى ألوهية وربوبية وإلى إزهاق الآراء الفاسدة التي قدمنا الكلام عليها والبراهين على ذلك كثيرة وقد اكتفينا بالقليل عن الكثير في هذا المقام ، فليتنبه إلى ذلك أولوا الألباب .
الخامس : التوحيد هو أهم الأشياء التي بينها الله تعالى ورسوله ص لنا ولو كان هناك توحيدان حقا أو ثلاثة لما سكت عنه رسول الله ص لا سيما وقد علم أصحابه حتى الشرك الأصغر ودخول الخلاء ، فلما لم يذكر ذلك ولا جاء على ألسنة الصحابة والتابعين وأئمة السلف ذكر شئ من ذلك التقسيم ، علمنا أن هذا التقسيم بدعة خلفية مذمومة مخالفة لنصوص الكتاب والسنة ، وممن وقع في ذلك شارح الطحاوية وهو من الخلف من أهل القرن الثامن الهجري وأئمته ومشايخه الذين ينقل عنهم كذلك من الخلف ، والشريعة بريئة من هذا التقسيم المخترع الذي جاؤوا به كما قدمنا .
السادس : وهناك ثمة ملاحظة هامة جدا يجب أن يدركها كل مسلم وهي :
أن من كان يعرف أن الله تعالى موجود خالق رازق محي مميت ، ولكنه لا يريد

110

نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست