نام کتاب : صحيح شرح العقيدة الطحاوية نویسنده : حسن بن علي السقاف جلد : 1 صفحه : 103
بأبنائهم من آمن بآبائهم منهم . ومن ذلك أيضا قوله تعالى : * ( وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون ) * فإن الحواريين منهم أنبياء والدليل على ذلك من نفس الآية الكريمة وهو قوله تعالى : * ( أوحيت للحواريين ) * والإيحاء بالمعنى الشرعي لا يكون إلا للأنبياء . ففي أولئك الحواريين الثلاثة المذكورون في قوله تعالى : * ( إذ جاءها المرسلون إذا أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون ) * . وهم كما في تفسير الحافظ ابن جرير ( 12 / 22 / 155 ) من حواري سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام . وكذلك قول الله تعالى : * ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا ) * الآية ليس فيها دلالة على أن الإسلام يشمل قومه ، فإن المراد من الآية الكريمة استواء الشرائع كلها في أصل التوحيد ، وليس الإسلام اسما للتوحيد فقط بل لمجموع الشريعة بفروعها وأعمالها ، فالمستدل بهذه الآية إما أن يزعم أن الإسلام لا يطلق على الأعمال أو يزعم استواء الشرائع في الفروع وكلاهما خطأ من قائله . بدليل أن النبي ص قال لسيدنا جبريل عليه السلام وقد سأله ما الإسلام ؟ فقال : ( الإسلام م ن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان وتحج البيت ) رواه مسلم ( 1 / 37 - 40 ) وفي بعض الروايات ( وتغتسل من الجنابة ) [63] . أما قوله تعالى : * ( الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين ) * فمعناه : إنا كنا من قبل مجيئه عازمين على الإسلام به إذا جاء ، لما كنا نجده في كتبنا من نعته ووصفه ، وذلك كقوله تعالى * ( إنك ميت وإنهم ميتون ) * أي ستموت وسيموتون .