نام کتاب : الملل والنحل نویسنده : الشهرستاني جلد : 1 صفحه : 111
ومنهم من فسر السمع والبصر بالقدرة على التسمع والتبصر ومنهم من أثبت لله تعالى السمع والبصر أزلا والتبصرات هي إضافة المدركات اليهما وقد اثبتوا لله تعالى مشيئة قديمة متعلقة بأصول المحدثات وبالحوادث التي تحدث في ذاته واثبتوا إرادات حادثة تتعلق بتفاصيل المحدثات واجمعوا على ان الحوادث لا توجب لله تعالى وصفا ولا هي صفات له فتحدث في ذاته هذه الحوادث من الاقول والإرادات والتسمعات والتبصرات ولا يصير بها قائلا ولا مريدا ولا سميعا ولا بصيرا بخلق هذه الحوادث محدثا ولا خالقا وانما هو قائل بقائليته وخالق بخالقيته ومريد بمريديته وذلك قدرته على هذه الأشياء ومن أصلهم ان الحوادث التي يحدثها في ذاته واجبة البقاء حتى يستحيل عدمها إذ لو جاز عليها العدم لتعاقبت على ذاته الحوادث ولشارك الجوهر في هذه القضية وأيضا فلو قدر عدمها فلا يخلو اما ان يقدر عدمها بالقدرة أو باعدام يخلقه في ذاته ولا يجوز ان يكون عدمها بالقدرة لأنه يؤدى إلى ثبوت المعدوم ذاته وشرط الموجود والمعدوم ان يكونا مباينين لذاته ولو جاز وقوع معدوم في ذاته بالقدرة من غير واسطة اعدام لجاز حصول سائر المعلومات بالقدرة ثم يجب طرد ذلك الموجد حتى يجوز وقوع موجد محدث في ذاته وذلك محال عندهم ولو فرض اعدامها بالاعدام لجاز تقدير عدم ذلك الاعدام فيسلسل فارتكبوا لهذا التحكم استحالة عدم ما يحدث في ذاته ومن أصلهم ان المحدث انما يحدث في ثاني حال ثبوت الاحداث بلا فصل ولا اثر للاحداث في حال بقائه ومن أصلهم ان ما يحدث في ذاته من الامر فمنقسم إلى 1 امر التكوين وهو فعل يقع تحته المفعول والى ما ليس امر التكوين وذلك اما خبر واما امر التكليف ونهى التكليف وهى افعال من حيث دلت على القدرة ولا تقع تحتها مفعولات هذا هو تفصيل مذاهبهم محل الحوادث
111
نام کتاب : الملل والنحل نویسنده : الشهرستاني جلد : 1 صفحه : 111