responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الملل والنحل نویسنده : الشهرستاني    جلد : 1  صفحه : 112


وقد اجتهد ابن الهيصم في ارمام مقالة أبى عبد الله في كل مسألة حتى ردها من المحال الفاحش إلى نوع يفهم فيما بين العقلاء مثل التجسيم فإنه قال أراد بالجسم القائم بالذات ومثل الفوقية فإنه حملها على العلو وأثبت البينونة غير المتناهية وذلك الخلاء الذي اثبته بعض الفلاسفة ومثل الاستواء فإنه نفى المجاورة والمماسة والتمكن بالذات غير مسألة محل الحوادث فإنها لم تقبل المرمة فالتزمها كما ذكرنا وهى من أشنع المحالات عقلا وعند القوم ان الحوادث تزيد على عدد المحدثات بكثير فيكون في ذاته أكثر من عدد المحدثات عالم من الحوادث وذلك محال وشنيع ومما اجمعوا عليه من اثبات الصفات قولهم الباري تعالى عالم بعلم قادر بقدرة حي بحياة شاء بمشيئته وجميع هذه الصفات صفات قديمة أزلية قائمة بذاته وربما زادوا السمع والبصر كما أثبته الأشعري وربما زادوا اليدين والوجه صفات قديمة قائمة بذاته وقالوا له يد لا كالأيدي ووجه لا كالوجوه واثبتوا جواز رؤيته من جهة فوق دون سائر الجهات وزعم ابن الهيصم ان الذي أطلقه المشبهة على الله عز وجل من الهيئة والصورة والجوف والاستدارة والوفرة والمصافحة والمعانقة ونحو ذلك لا يشبه سائر ما أطلقه الكرامية من انه خلق آدم بيده وانه استوى على عرشه وانه يجيء يوم القيامة لمحاسبة الخلق وذلك انا لا نعتقد من ذلك شيئا على معنى فاسد من جارحتين وعضوين تفسيرا لليدين ولأي مطابقة للمكان واستقلال العرش بالرحمن تفسيرا للا ستواء ولا ترددا في الاما كن التي تحيط به تفسيرا للمجىء وانما ذهبنا في ذلك إلى اطلاق ما أطلقه القران فقط من غير تكييف وتشبيه وما لم يرد به القرآن والخبر فلا نطلقه كما أطلقه سائر المشبهة والمجسمة وقال الباري تعالى عالم في الأزل بما سيكون على الوجه الذي يكون وشاء لتنفيذ

112

نام کتاب : الملل والنحل نویسنده : الشهرستاني    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست