responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 40


والضلالات ، وإن كان لهم أحوال فيها كشوفات وتأثيرات ؛ فنتج لهم أحوال غير مرضية للرحمن ، مثل من يحضر أهل الكفر والفسوق والعصيان ، ومثل مغالبة بعضهم بعضا ، والسعي في سلب إيمانه ، أو غير ذلك من أنواع البغي والعدوان ، فدخلوا بذلك على الإعانة على الإثم والعدوان ، وفرطوا فيما أمروا به من الإعانة على البر والتقوى .
وصار بسبب كونه مشتركا يشترك فيه المؤمن والكافر والبر والفاجر والصديق والزنديق ، منزلة من بنى معبدا مطلقا يتعبد فيه أهل كل ملة ونحلة ، فيجتمع فيه المسلمون واليهود والنصارى والمجوس والمشركون والصابئون كل يصلي إلى قبلته ، ولا ينهى بعضهم بعضا ، وجعل لهم فيه مطاعم وملابس ، فقد يتفقون لما فيه من القدر المشترك من المطعم والملبس والمسكن ، ويتفاوتون لما فيه من اختلاف مقاصدهم ونياتهم ووجههم ، فإن وجه القلوب أعظم تفاوتا من وِجَهِ الأجساد .
ولهذا اتفقت الأنبياء والمرسلون على أن وجهة قلوبهم إلى الله وحده لا شريك له ، كما قال تعالى : { قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } [ 29 / 7 ] .
وقال تعالى : { وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا } [ 125 / 4 ] ، وقال تعالى : { وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } [ 111 ، 112 / 2 ] .
وأما وجهة الأبدان فقد قال : { وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا } [ 148 / 2 ] ، وقد عمم حيث قال : { وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ } [ 115 / 2 ] .

40

نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست