نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 39
القصيدة يتقبلها الزنديق التلمساني ونحوه ممن يقول : إن الله هو وجود المخلوقات ؛ وقد نقلها قوم صحيح والاعتقاد من الصوفية ، وأخذوا ما فيها من وصف الحب وأهله ، وتنازع الفريقان قوله : < شعر > ولي من أتم النظرتين إشارة * تنزه عن رأي الحلول عقيدتي < / شعر > فأولئك المنافقون يقولون : إنه متعد الحلول إلى الاتحاد ، بل إلى وحدة الوجود ؛ فإن الحلول من حال إلى محل ، وهذا يثبته ، وإنما الوجود شيء واحد ، فهذا أراد . والمؤمنون يقولون : بل أراد إثبات عبوديته لله ، وأنه لا يحل مخلوقاته ؛ بل هو بائن من خلقه ، كما هو مذهب المسلمين أهل السنة والجماعة . لكن من تأمل بقية هذه القصيدة وتأمل هذه الأبيات وما بعدها وجدها صريحة في مذهب الاتحادية المنافقين الفرعونية القرامطة ، وعلم أن نَفَسَهُ وَنَفَسَ التلمساني هو نَفَسُ ابن عربي ، وأن هؤلاء كلهم قولهم كفر صريح معلوم فساده بالاضطرار العقلي والشرعي ، والاضطرار الذوقي أيضا ؛ ولكن كثرة ما يصفون جنس الحب يبقى في كلامهم إجمال . وكذلك « الأصوات المثيرة للوجد والطرب » تحرك كل قلب إلى مطلوبه قد اشترك فيها : محب الرحمن ، ومحب الإيمان ، ومحب الغلمان ، ومحب النسوان ، ومحب المردان ، ومحب الأوطان ، ومحب الإخوان ، ولهذا لم تجئ الشريعة بهذا السماع ، ولا فعلها القرون الثلاثة الفاضلة ، بل هو محدث في حدود أواخر المائة الثامنة ؛ ولهذا امتنع عن حضوره أكابر العارفين وأئمة العلم وأهل الاتباع للشريعة ، ونهوا عنه . وقد حضره جماعة من المشايخ الصالحين وأهل الأحوال لما تثير فيهم من وجدهم الكامن ، فيثير العزم الساكن ، ويهيج الوجد القاطن ؛ وكانوا في حضوره على درجات ، وشاركهم فيه جماعات من أهل البدع
39
نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 39