نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 216
الماحية ، والولد الذي يعطيه الله بالنكاح المعتاد ، والعلم الذي يناله بالتعلم . ومنه ما يعطيه للعبد ولا يحوجه إلى السبب الذي ينال به في غالب الأمور كما أعطى زكريا الولد مع أن امرأته كانت عاقرا وقد بلغ هو من الكبر عتيا ، فهذا وهبه له الله من لدنه ليس بالأسباب المعتادة وكذلك الذي علمه الخضر من لدنه لم يكن بالتعلم المعهود ، وكذلك الرحمة الموهوبة ولهذا قال : { إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ } . وقوله : « مغفرة من عندك » لم يقل فيه « من لدنك » بل من عندك . ومن الناس من يفرق بين « لدنك » و « عندك » كما يفرق بين التقديم والتأخير فإن لم يكن بينهما فرق فقد يكون المراد اغفر لي مغفرة من عندك لا أطلبها بأسباب ؛ لا أنها من عزائم المغفرة التي يغفر لصاحبها كالحج والجهاد ونحوه ؛ بل اغفر لي مغفرة توجبها لي وتجود بها علي بلا عمل يقتضي تلك المغفرة . ومن المعلوم أن الله قد يغفر الذنوب بالتوبة ، وقد يغفرها بالحسنات أو بالمصائب وقد يغفرها بمجرد استغفار العبد وسؤاله أن يغفر له فهذه مغفرة من عنده . فيقال : الأشياء وجهان : منها ما جعل بسبب من العبد يوفيه عمله . ومنه ما يفعله بدون ذلك السبب فلا حاجة لسؤاله إحسانا إليه . واستعمال لفظ : « من عندك » في هذا المعنى مناسب دون تخصيص لبعض الناس دون بعض فإن قوله : « من عندك » دلالته على الأول أبين ؛ ولهذا يقول الرجل لمن يطلب منه : أعطني من عندك لما يطلبه منه بغير سبب ؛ بخلاف ما يطلبه من الحقوق التي عليه كالدين والنفقة الواجبة فلا يقال فيه : « من عندك » والله تعالى أعلم .
216
نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 216