نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 217
وإن كان الخلق لا يوجبون عليه شيئا فهو قد كتب على نفسه الرحمة ، وحرم الظلم على نفسه وأوجب بوعده ما يجب لمن وعده إياه ؛ فهذا قد يصير واجبا بحكم إيجاب وعده ؛ بخلاف ما لم يكن كذلك . استعمال « من عندك » يراد به أن تكون مغفرة تجود بها أنت لا تحوجني فيها إلى خلقك ولا أحتاج إلى أحد يشفع في أو يستغفر لي . فاستعمال لفظ : « من عندك » في مثل هذا معروف كما في حديث كعب بن مالك رضي الله عنه لما قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك » فقال : من عندك أم من عند الله تعالى ؟ قال : « بل من عند الله » وأخبر أنه تاب عليه من عنده . وكلا الوجهين في قول مريم عن رزقها : { هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ } فلما كان الرزق لا يأتي به بشر ولم تسع هي السعي المعتاد قالت : { هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ } . فهذه المعاني وما يشبهها هي التي يشهد لها استعمال هذا اللفظ . وإن قال قائل : وكذلك كلام الحكيم الترمذي أراد به مثل هذا . كان محتملا ، وقد قال عمر رضي الله عنه : « احمل كلام أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه » . والله أعلم . والتوبة والاستغفار قد يكونان من ترك الأفضل والذم والوعيد لا يكونا إلا على ذنب [1] . وقول الشخص : « اللهم صل على محمد في الأولين » ليس هو مأثورا . والمراد بالأولين من قبل محمد - صلى الله عليه وسلم - وبالآخرين أمته ، قاله الجمهور . وقيل : الأولين والآخرين أمته . والأول أصح .