responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 204


قال الحكيم الترمذي : هذا عبد اعترف بالظلم ثم التجأ إليه مضطرا لا يجد لذنبه ساترا غيره . ثم سأله مغفرة من عنده والأشياء كلها من عنده ولكن أراد شيئا مخصوصا ليس مما يذكر للعامة فلله رحمة قد عمت الخلق برهم وفاجرهم ، سعيدهم وشقيهم ، ثم له رحمة خص بها المؤمنين خاصة وهي رحمة الإيمان ، ثم له رحمة خص بها المتقين وهي رحمة الطاعة لله تعالى ، ولله رحمة خص بها الأولياء نالوا بها الولاية ، وله رحمة خص بها الأنبياء نالوا بها النبوة ، وقال الراسخون في العلم : { وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً } [ 8 / 3 ] فسألوه رحمة من عنده ، فهذا صورة ما شرحه ولم يذكر صفة الظلم وأنواعه كما ذكر صفة الرحمة .
وليعلم أن الدعاء الذي فيه اعتراف العبد بظلمه لنفسه ليس من خصائص الصديقين ومن دونهم بل هو من الأدعية التي يدعوا بها الأنبياء وهم أفضل الخلق ، قال الله تعالى عن آدم وحواء : { قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا } [ 23 / 7 ] وقال موسى عليه السلام : { رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي } [ 16 / 28 ] والخليل عليه السلام : { رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ } [ 41 / 14 ] { وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ } [ 82 / 26 ] ، وقال هو وإسماعيل عليه السلام : { رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } إلى قوله : { وَتُبْ عَلَيْنَا } [ 127 ، 128 / 2 ] ، وقال يونس عليه السلام : { لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } [ 87 / 21 ] . وثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول في دعائه : « ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي » ، وثبت عنه : « اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وعلانيته وسره وأوله وآخره . اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني . اللهم اغفر لي هزلي وجدي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي .

204

نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية    جلد : 1  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست