نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 20
فظهر الفرق بين سؤال النبي - صلى الله عليه وسلم - والعبد الصالح في حياته بحضوره وبين سؤاله في مماته وغيبته . ومن أعظم الشرك أن يستغيث الإنسان برجل ميت عند المصائب فيقل : يا سيدي فلان كأنه يطلب منه إزالة ضرره أو جلب نفعه ، كما هو حال النصارى في المسيح وأمه وأحبارهم ورهبانهم ؛ فإذا حصل هذا الشرك نزلت عليهم الشياطين وأغوتهم ، وربما خاطبتهم كما كانت تفعل مع أصحاب الأصنام ، لا سيما عند سماع المكاء والتصدية ؛ فإن الشياطين تنزل عليهم عنده ، وقد يصيب أحدهم من الإرغاء والإزباد والصياح المنكر ، وتكلمه بما لا يعقله هو ولا الحاضرون ، وأمثال ذلك . وأما « القسم الثالث » : وهو أن يقول : اللهم بجاه فلان عندك ، أو ببركة فلان ، أو بحرمة فلان عندك ، افعل لي كذا وكذا فهذا يفعله كثير من الناس لكن لم ينقل عن أحد من الصحابة ولا التابعين ولا سلف الأمة أنهم كانوا يدعون بمثل هذا الدعاء . قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى : لم يبلغني عن أحد من العلماء في ذلك ما أحكيه إلا ما رأيته في « فتاوى العز بن عبد السلام » فإنه أفتى أنه لا يجوز لأحد أن يفعل هذا إلا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - إن صح الحديث في النبي - صلى الله عليه وسلم - أو معنى ذلك ، وذلك أنه روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه علم بعض أصحابه أن يدعو فيقول : « اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك نبي الرحمة ، يا محمد يا رسول الله إني أتوسل بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها لي اللهم شفعه في » ، فهذا الحديث استدل به طائفة على التوسل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في حياته ومماته . وليس فيه على فرض صحته أنه دعاه واستغاث به ؛ بل فيه أنه سأله بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ، كما في قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث الممشى إلى الصلاة : « اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق مُمْشَاي هذا » فالله قد جعل على نفسه حقا فقال : { وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } [ 47 / 30 ] .
20
نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 20