نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 21
وقالت طائفة : ليس في هذا الحديث جواز التوسل به في مماته ولا مغيبه ؛ بل إنما فيه التوسل به في حياته بحضوره ، كما استسقى عمر بالعباس لما مات النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : « إنا كنا نتوسل إليك بنبينا » . وذلك أن التوسل به في حياته هو أنهم كانوا يتوسلون به : أي يسألونه أن يدعو الله لهم فيدعو لهم ، ويدعون ، فيتوسلون بشفاعته ودعائه ، كما سألوه أن يستسقي لهم يوم الجمعة ، وكذلك معاوية رضي الله عنه لما استسقى قال : « اللهم إنا نتشفع إليك بخيارنا يزيد بن الأسود الجرشي ، ارفع يديك يا يزيد إلى الله ، فرفع يديه ودعا فَسُقُوا » وكذلك قال العلماء : يستحب أن يستسقى بأهل الصلاح والدين ، وإن كانوا من أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أحسن . ولم يذكر أحد من العلماء أنه يشرع التوسل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ، ولا بالرجل الصالح بعد موته ، ولا في مغيبه ، ولا استحبوا ذلك في الاستسقاء ولا في الاستنصار ، ولا في غير ذلك من الأدعية . و « الدعاء مخ العبادة » والعبادة مبناها على السنة والاتباع ؛ لا على الهوى ، والابتداع فإنما يعبد الله بما شرع ، لا يعبد بالأهواء والبدع [1] . [ وجه الدلالة من أحاديث النهي عن اتخاذ قبره عيدا . . ] . قال شيخ الإسلام ( قدس الله روحه ) [2] : ووجه الدلالة : أن قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفضل قبر على وجه الأرض وقد نهى عن اتخاذه عيدا ، فقبر غيره أولى بالنهي كائنا من كان . ثم إنه قرن ذلك بقوله : « ولا تتخذوا بيوتكم قبورا » أي لا تعطلوها من الصلاة فيها والدعاء والقراءة
[1] مختصر الفتاوى ( ص 191 - 197 ) هذه المسألة مختصرة اشتملت على تعريف الدين ، وبيان أنواع من الشرك تضاده ، وبعض البدع المتعلقة بالقبور ، وبيان مقاصد الزائرين لها . موجود لفظها في المجموع متفرقا في مسائل فاستحسنت إيرادها هنا تقريبا للفائدة ( انظر ج - 1 من الفهارس العامة ص 2 - 4 ) . [2] لما ذكر ابن القيم رحمه الله أحاديث في النهي عن اتخاذ القبور عيدا ، قال : قال شيخنا - قدس الله روحه - : ووجه الدلالة إلخ .
21
نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 21