نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 132
تعالى يحتمل له ذلك كله ، ويحبه ، ويكرمه ، ويُدَلِّلُه ، لأنه قام لله تلك المقامات العظيمة في مقابلة أعدى عدو له ، وصدع بأمره ، وعالج أمتي القبط وبني إسرائيل أشد المعالجة ، فكانت هذه الأمور كالشعرة في البحر [1] . وانظر إلى « يونس بن متى » حيث لم يكن له هذه المقامات التي لموسى غاضب ربه مرة فأخذه وسجنه في بطن الحوت ، ولم يحتمل له ما احتمل لموسى [2] . وقال ابن القيم أيضا : وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : وكذلك لطم موسى عين مالك الموت ففقأها ولم يعتب عليه ربه ؛ وفي ليلة الإسراء عاتب ربه في النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ رفعه فوقه ، ورفع صوته بذلك ، ولم يعتبه الله على ذلك . قال : لأن موسى عليه السلام قام تلك المقامات العظيمة التي أوجبت له هذا الدلال ؛ فإنه قاوم فرعون أكبر أعداء الله تعالى ، وتصدى له ولقومه ، وعالج بني إسرائيل أشد المعالجة ، وجاهد في الله أعداء الله أشد الجهاد ، وكان شديد الغضب لربه فاحتمل له ما لم يحتمله لغيره . وذو النون لما لم يكن في هذا المقام سجنه في بطن الحوت من غضبه . وقد جعل الله لكل شيء قدرا [3] . [ الكبيرة الواحدة لا تحبط جميع الحسنات ولكن قد . . . ] قال الشيخ تقي الدين : الكبيرة الواحدة لا تحبط جميع الحسنات ؛ ولكن قد تحبط ما يقابلها عند أكثر أهل السنة [4] . واختاره أيضًا في
[1] المناسب هنا كالقطرة . [2] مدارج ج - 1 / 328 وللفهارس العامة ج - 1 / 139 . [3] المدارج ج - 2 / 456 وللفهارس العامة ج - 1 / 138 . [4] وفي الاختيارات ص 296 عند أهل السنة .
132
نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 132