نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 131
فقوله - صلى الله عليه وسلم - : « لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة » حق إذا أريد به الدخول المطلق الكامل أريد ب - « المؤمن » الكامل المطلق وإذا أريد بالدخول مطلق الدخول فقد يتناول الدخول بعد العذاب ، فإنه يراد به مطلق المؤمن ، حتى يتناول الفاسق الذي في قلبه مثقال ذرة من إيمان ؛ فإن هذا يدخل في مطلق المؤمن كقوله تعالى : { فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ } [ 92 / 4 ] ولا يدخل في المؤمن المطلق كقوله : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا } الآية [ 2 / 8 ] . ومثل هذا كثير في الكتاب والسنة ينتفي الاسم عن المسمى تارة لنفي حقيقته وكماله ، ويثبت له تارة لوجود أصله وبعضه ؛ حتى يقال للعالم القاصر ، والصانع القاصر : هذا عالم وهذا صانع بالنسبة إلى من لا يعلم وإلى من لا يصنع . ويقال : هذا ليس بعالم ولا صانع لوجود نقصه وتقصيره . ويقال للكامل : هو العالم والصانع ، وهذا هو الشجاع ، وأمثاله كثيرة من الأسماء والصفات : كالمؤمن ، والكافر ، والفاسق ، والمنافق . والله أعلم [1] . قال ابن القيم رحمه الله : وأيضا فإنه يعفى للمحب ولصاحب الإحسان العظيم ما لا يعفى لغيره ، ويسامح بما لا يسامح به غيره . [ يعفى لصاحب المقامات العظيمة ويسامح . . . ] وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - يقول : انظر إلى « موسى » صلوات الله وسلامه عليه رمى الألواح التي فيها كلام الله الذي كتبه بيده فكسرها ، وجر بلحية نبي مثله وهو هارون ، ولطم عين ملك الموت ففقأها وعاتب ربه ليلة الإسراء في محمد - صلى الله عليه وسلم - ورَفْعِهِ عليه ، وربه
[1] مختصر الفتاوى 204 - 206 . هذا الفصل لم أجده بهذا الإيجاز والوضوح والتفصيل في المجموع وانظر ج - 1 / 137 - الفهارس العامة .
131
نام کتاب : المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية نویسنده : ابن تيمية جلد : 1 صفحه : 131