نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 99
ولهم توراة غير التوراة التي بأيدي سائر اليهود ويبطلون كل نبوة كانت في بني إسرائيل بعد موسى عليه السلام وبعد يوشع عليه السلام فيكذبون بنبوة شمعون وداود وسليمان وأشعيا واليسع والياس وعاموص وحبقوق وزكريا وأرميا وغيرهم ولا يقرون بالبعث البتة وهم بالشام لا يستحلون الخروج عنها والصدوقية ونسبوا إلى رجل يقال له صدوق وهم يقولون بين سائر اليهودان العزير هو ابن الله تعالى الله عن ذلك وكانوا بجهة اليمين والعنانية وهم أصحاب عانان الداودي اليهودي وتسميهم اليهود العراس والمسر وقولهم أنهم لا يتعدون شرائع التوراة وما جاء في كتب الأنبياء عليهم السلام ويتبرؤون من قول الأحبار ويكذبونهم وهذه الفرقة بالعراق ومصر والشام وهم من الأندلس بطيطله وطليبره والربانية وهم الأشعنيه وهم القائلون بأقوال الأحبار ومذاهبهم وهم جمهور اليهود والعيسوية وهم أصحاب أبي عيسى الأصبهاني رجل من اليهود كان بأصبهان وبلغني أن اسمه كان محمد بن عيسى وهم يقولون بنبوة عيسى بن مريم ومحمد صلى الله عليه وسلم ويقولون أن عيسى بعثه الله عز وجل إلى بني إسرائيل على ما جاء في الإنجيل وأنه أحد أنبياء بني إسرائيل ويقولون إن محمدا صلى الله عليه وسلم نبي أرسله الله تعالى بشرائع القرآن إلى بني إسماعيل عليهم السلام والى سائر العرب كما كان أيوب نبيا في بني عيص وكما كان بلعام نبيا في بني مؤاب باقرار من جميع فرق اليهود قال أبو محمد رضي الله عنه ولقد لقيت من ينحو إلى هذا المذهب من خواص اليهود كثيرا وقرأت في تاريخ لهم جمعة رجل هاروني كان قديما فيهم ومن كبارهم وأئمتهم وممن عصبت به ثلث بلدهم وثلث حروبهم وثلث جيوشهم أيام حرب طيطوس خراب البيت وكان له في تلك آثار عظيمة وكان قد أدرك أمر المسيح عليه السلام واسمه يوسف بن هارون فذكر ملوكهم وحروبهم إلى أن وصل إلى قتل يحيى بن زكريا عليه السلام فذكره أجمل ذكر وعظم شأنه وأنه قتل ظلما لقوله الحق وذكر أمر المعمودية ذكرا حسنا لم ينكرها ولا أبطلها ثم قال في ذكره
99
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 99