responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 98


وهذا أمر يعلمه باطلا كل ذي حس سليم وليس في العقل تحريم شئ مما جاء فيها تحريمه ولا إيجاب شيء مما جاء فيها إيجابه فبطل أن يرجح بما في العقل إذ كل ذلك في حد الممكن في العقل فإذ قد بطل هذا الوجه ضرورة فقد وجبت صحة الوجه الآخر ضرورة وهو أن في الشرائع شريعة واحدة صحيحة من عند الله عز وجل وإن سائر الشرائع كلها باطل فإذ ذلك كذلك ففرض على كل ذي حس طلب تلك الشريعة واطراح كل شريعة دون ذلك وإن جلت حتى يوقف عليها بالبراهين الصحاح إذ بها يكون صلاح النفس في الأبد وبجهلها يكون هلاك النفس في الأبد فالحمد الله الذي وفقنا لتلك الشريعة ووفقنا عليها وهدانا إلى طريقها وعرفناها حمدا كثيرا طيبا كما هو أهله ونحن نسأله تعالى أن يثبتنا عليها حتى نلقاه ونحن من أهلها وحملتها آمين رب العالمين وصلى الله على محمد خاتم النبيين وسلم تسليما كثيرا فمن نازعنا في هذا القول وادعاه لنفسه فنحن في ميدان النظر وحمل الأقوال على السير بالبراهين فسنزيف الباطل والدعاوي التي لا دليل عليها حيثما كانت ويلوح الحق ثابتا حيثما كان وبيد من كان ولا حول ولا قوة إل بالله العلي العظيم الكلام على اليهود وعلى من أنكر التثليث من النصارى ومذهب الصابئين وعلى من أقر بنبوة زرادشت من المجوس وأنكر من سواه من الأنبياء عليهم السلام قال أبو محمد رضي الله عنه إن أهل هذه الملة يعني اليهود وأهل هذه النحلة يعني من أنكر التثليث من النصارى موافقون لنا في الإقرار بالتوحيد ثم بالنبوة وبآيات الأنبياء عليهم السلام وبنزول الكتب من عند الله عز وجل إلا أنهم فارقونا في بعض الأنبياء عليهم السلام دون بعض وكذلك وافقتنا الصابئة والمجوس على لإقرار ببعض الأنبياء فأما اليهود فإنهم قد افترقوا على خمس فرق وهي السامرية وهم يقولون إن مدينة القدس هي نابلس وهي من بيت المقدس على ثمانية عشر ميلا ولا يعرفون حرمة لبيت المقدس ولا يعظمونه

98

نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست