responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 215


هذا عموم قام البرهان على انه مخصوص وأنه تعالى إنما أراد مصدقا لما معكم من الحق لا يمكن غير هذا لأننا بالضرورة ندري أن معهم حقا وباطلا ولا يجوز تصديق الباطل البتة فصح أنه أنما أنزله تعالى مصدقا لما معهم من الحق وقد قلنا أن الله تعالى أبقى في التوراة والإنجيل حقا ليكون حجة عليهم وزائد في خزيهم وبالله تعالى التوفيق فبطل تعلقهم بشيء مما ذكرنا والحمد لله رب العالمين قال أبو محمد رضي الله عنه وبلغنا عن قوم من المسلمين ينكرون بجهلهم القول بأن التوراة والإنجيل الذين بأيدي اليهود والنصارى محرفان وإنما حملهم على هذه قلة اهتبالهم بنصوص القرآن والسنن أترى هؤلاء ما سمعوا قول الله تعالى « يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون » وقوله تعالى « وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون » وقوله تعالى « وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله » إلى آخر الآية وقوله تعالى « يحرفون الكلم عن مواضعه » ومثل هذا في القرآن كثير جدا ونقول لمن قال من المسلمين أن نقلهم نقل تواتر يوجب العلم وتقوم به الحجة لا شك في أنهم لا يختلفون في أن ما نقلوه من ذلك عن موسى وعيسى عليهما السلام لا ذكر فيه لمحمد صلى الله عليه وسلم أصلا ولا إنذار بنبوته فإن صدقهم هؤلاء القائلون في بعض نقلهم فواجب أن يصدقهم في سائره أحبوا أم كرهوا وأن كذبوهم في بعض نقلهم وصدقوهم في بعض فقد تناقضوا وظهرت مكابرتهم وظهرت مكابرتهم ومن الباطل أن يكون نقل واحد جاء مجيئا واحدا بعضه حق وبعضه باطل فقد تناقضوا وما ندري كيف يستحل مسلم إنكار تحريف التوراة والإنجيل وهو يسمع كلام الله عز وجل « محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه

215

نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست