نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 213
رسالته صلى الله عليه وسلم بالبراهين الواضحة الباهرة بالنقل القاطع للعذر على ما قد بينا ونبين إن شاء الله تعالى ثم نورد ما أبقاه الله تعالى في كتبهم المحرفة من ذكره عليه السلام إخزاء لهم وتبكيتا وفضيحة لضلالهم لا لحاجة منا إلى ذلك أصلا والحمد لله رب العالمين وأما الخبر بأن النبي عليه السلام أخذ التوراة وقال آمنت بما فيك فخبر مكذوب موضوع لم يأت قط من طرق فيها خير ولسنا نستحل الكلام في الباطل لوضح فهو من التكلف الذي نهينا عنه كما لا يحل توهين الحق ولا الاعتراض فيه وأما قول الله عز وجل « يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم » فحق لا مرية فيه وهكذا نقول ولا سبيل لهم إلى إقامتها أبدا لرفع ما أسقطوا منها فليسوا على شيء إلا بالايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم فيكونون حينئذ مقيمين للتوراة والإنجيل كلهم يؤمنون حينئذ بما أنزل الله منهما وجد أو عدم ويكذبون بما بدل فيهما مما لم ينزله الله تعالى فيهما وهذه هي إقامتهما حقا فلاح صدق قولنا موافقا لنص الآية بلا تأويل والحمد لله رب العالمين وأما قوله تعالى « قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين » فنعم إنما هو في كذب كذبوه ونسبوه إلى التوراة على جارى عادتهم زائد على الكذب الذي وضعه أسلافهم في توراتهم فبكتهم عليه السلام في ذلك الكذب المحدث باحضار التوراة إن كانوا صادقين فظهر كذبهم وكم عرض لنا هذا مع علمائهم في مناظراتنا لهم قبل أن نقف على نصوص التوراة فالقوم لا مؤنة عليهم من الكذب حتى الآن إذا طمعوا بالتخلص من مجلسهم لا يكون ذلك إلا بالكذب وهذا خلق حسيس وعار لا يرضى به مصحح ونعوذ بالله من مثل هذا واما قوله تعالى « إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله » فنعم هذا حق على ظاهره كما هو وقد قلنا إن الله تعالى انزل التوراة وحكم بها النبيون الذين أسلموا كموسى وهارون وداود سليمان ومن كان بينهم من الأنبياء عليهم السلام ومن كان في أزمانهم من الربانيين والأحبار الذين لم
213
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 213