responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 212


يسموا لنا حقا نؤمن بكل ذلك قال تعالى « صحف إبراهيم وموسى » وقال تعالى « وإنه لفي زبر الأولين » وقلنا ونقول إن كفار بني إسرائيل بدلوا التوراة والزبور فزادوا ونقصوا وأبقى الله تعالى بعضها حجة عليهم كما شاء « لا يسأل عما يفعل وهم يسألون » « لا معقب لحكمه » وبدل كفار النصارى الإنجيل كذلك فزادوا ونقصوا وأبقى الله تعالى بعضها حجة عليهم كما شاء لا يسأل عما يفعل وهم يسألون فدرس ما بدلوا من الكتب المذكورة ورفعه الله تعالى كما درست الصحف وكتب سائر الأنبياء جملة فهذا هو الذي قلنا وقد أوضحنا البرهان على صحة ما أوردنا من التبديل والكذب في التوراة والزبور ونورد إن شاء الله تعالى في الإنجيل وبالله تعالى نتأيد فظهر فساد تمويههم بأننا نقر بالتوراة والإنجيل والزبور ولم ينتفعوا بذلك في تصحيح ما بأيديهم من الكتب المكذوبة المبدلة والحمد لله رب العالمين وأما استشهادنا على اليهود والنصارى بما فيهما من الانذار بنبينا صلى الله عليه وسلم فحق وقد قلنا آنفا إن الله تعالى أطلعهم على تبديل ما شاء رفعه من ذينك الكتابين كما أطلق أيديهم على قتل من أراد كرامته بذلك من الأنبياء الذين قتلوهم بأنواع المثل وكف أيديهم عما شاء ابقاءه من ذينك الكتابين حجة عليهم كما كف أيديهم الله تعالى عمن أراد أيضا كرامته بالنصر من أنبيائه الذين حال بين الناس وبين أذاهم وقد أغرق الله تعالى قوم نوح عليه السلام وقوم فرعون نكالا لهم وأغرق آخرين شهادة لهم وأملى لقوم ليزدادوا إثما وأملى لقوم آخرين ليزدادوا فضلا هذا مالا ينكره أحد من أهل الأديان جملة وكان ما ذكرنا زيادة في أعلام النبي صلى الله عليه وسلم الواضحة وبراهينه اللائحة والحمد لله رب العالمين فبطل اعتراضهم علينا باستشهادنا عليهم بما في كتبهم المحرفة من ذكر نبينا صلى الله عليه وسلم وأما استشهاد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوراة في أمر رجم الزاني المحصن وضرب بن سلام رضي الله عنه يد ابن صوريا إذ جعلها على آية الرجم فحق وهو مما قلنا آنفا أن الله تعالى أبقاه حزيا لهم وحجة عليهم وإنما يحتج عليهم بهذا كله بعد اثبات

212

نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست