نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 208
رأيت بعضهم يذهب إلى أنه رموز على الكيمياء وهذا وسواس آخر ظريف والثاني يسمى مثلا معناه الأمثال فيه مواعظ وفيه أن قال أن يخلق الله شيئا في البدء من الأبد أنا صرت ومن القديم قبل أن تكون الأرض وقبل أن تكون النجوم أنا قد كنت استلمت وقد كنت ولدت وليس كان خلق الأرض بعد ولا الأنهار وإذ خلق الله السماوات قد كنت حاضرا وإذ كان يجعل للنجوم حدا صحيحا ويدق بها وكان يوثق السماوات في العلو ويقدر عيون المياه وإذ كان يحدق على البحر بنجمه ويجعل للمياه نحى لئلا تجاوز جوزها وإذ كان يعلق أساسات الأرض أنا معه كنت مهيئا للجميع قال أبو محمد رضي الله عنه فهل في الملحدة أكثر من هذا وهل يضاف هذا الحمق إلى رجل معتدل فكيف إلى بني إسرائيل وهل هذا الإشراك صحيح وحاش لله أن يقول سليمان عليه السلام هذا الكلام تالله ما غبط أهل الإلحاد بإلحادهم إلا هذا ومثله ورأيت بعضهم يخرج هذا على أنه إنما أراد علم الله تعالى قال أبو محمد رضي الله عنه ولا يعجز من لا حياء له عن أن يقلب كل كلام إلى ما اشتهى بلا برهان ووصف الكلام عن موضعه ومعناه إلى معنى آخر لا يجوز إلا بدليل صحيح غير ممتنع المراد في اللغة والثالث يسمى فوهلث معناه الجوامع فيه ان قال مخاطبا لله تعالى اخترني أميرا إلى أمتك وحاكما على بنيك وبناتك وهذا كالذي سلف وحاش لله أن يكون له بنات وبنون لا سيما مثل بني إسرائيل في كفرهم في دينهم وضعفهم في دنياهم ورذالتهم في أحوالهم النفسية والجسدية وفي كتاب حزقيا يقول السيد حامد يدي على بني عيسو وأذهب عن أرضهم الآدميين والانعام وأفقرهم وانتقم منهم على يدي أمتي بني إسرائيل قال أبو محمد رضي الله عنه وهذا ميعاد قد ظهر كذبه يقينا لأن بني إسرائيل قد بادوا جملة وبنو عيسو باقون في بلادهم بنص كتبهم ثم بعد ذلك باد بنو عيسو فما على أديم الأرض منهم أحد يعرف أنه منهم وصارت
208
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 208