responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 209


بلادهم للمسلمين وسكانها لخم وغيرهم من العرب وبطل بذلك أن يدعوا أن هذا يكون في المستأنف وفي كتاب لشعيا أنه رأى الله عز وجل شيخا أبيض الرأس واللحية وهذا تشبيه حاشا لنبي أن يقوله وفيه قال الرب من سمع قط مثل هذا أنا أعطى غيرى أن يلد ولا ألد أنا وأنا الذي أرزق غيرى أنا أكون أنا بلا ابن قال أبو محمد رضى الله عنه هذا أطم ما سمع به أن يقيس الله عز وجل نفسه في كون البنين على خلقه وكل هذا أشنع من قول النصارى في إضافة الشرك والولد والزوجة إلى الله تعالى ونعوذ بالله من الخذلان قال أبو محمد رضي الله عنه لم نكتب مما في الكتب التي يضيفونها إلى الأنبياء عليهم السلام الا طرفا يسيرا دالا على فضيحتها أيضا وتبديلها وقد قلنا أنهم كانوا في بلد صغير محاط به ثم لا ندري كيف يمكنهم اتصال شئ من ذلك إلى نبي من أنبيائهم لا سيما من لم يكن الا في أيام كفرهم مخافا ومقتولا فصح بلا شك أنها من توليد من عمل لهم الصلوات التي هم عليها والشرائع التي يقرون أنها من عمل أحبارهم الثابتة إذ ظهر دينهم وانتشرت بيوت عبادتهم فصارت لهم مجامع يتعلمون فيها دينهم وعلماء يعلمونهم في كل بلد بخلاف ما أوضحنا أنهم كانوا عليه أيام دولتهم الأولى من كونهم كلهم كفارا أميين من السنين وكونهم لا مسجد لهم أصلا الا بيت المقدس ولا مجمع بعلم لهم أصلا ولا عالما يعلمهم بوجه من الوجوه ولا جامع لشيء من كتبهم والحمد لله رب العالمين ولو تقصينا ما في كتب أنبيائهم من المناقضات والكذب لكثر ذلك جدا وفيما أوردناه كفاية قال أبو محمد رضي الله عنه وقد اعترض بعضهم فيما كان يدعى عليهم من تبديل التوراة وكتبهم المضافة إلى الأنبياء قبل أن يبين لهم أعيان ما فيها من الكذب البحت فقال قد كان في مدة دولتهم أنبياء وبعد دولتهم ومن المحال أن يقرأ أولئك الأنبياء على تبديلها قال أبو محمد رضي الله عنه فجواب هذا القول أن يقال ان كان يهوديا

209

نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست