نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 161
وتحت رجليه كلبنة من زمرد فيروزي وكسماء صافية ولم يمد الرب يده إلى خيار بني إسرائيل الذين نظروا إلى الله وأكلوا وشربوا وقال بمقربة من ذلك وكان منظر عظمة السيد كنار آكلة في قرن الحيل يراه جماعة من بني إسرائيل قال أبو محمد رضي الله عنه هذا تجسيم لا شك فيه وتشبيه لا خفاء به وليس هذا كقول الله تعالى « وجاء ربك والملك صفا صفا » ولا كقوله تعالى « إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة » ولا كقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل الله تبارك وتعالى كل ليلة في ثلث الليل الباقي إلى سماء الدنيا لأن هذا كله على ظاهره بلا تكلف تأويل إنما هي أفعال يفعلها الله عز وجل تسمى مجيئا واتيانا وتنزلا ولا مثل قوله تعالى « يد الله فوق أيديهم » « ويبقى وجه ربك » وسائر ما في القرآن من مثل هذا فكله ليس بمعنى الجارحة لكن على وجوه ظاهرة في اللغة قد بيناها في غير هذا المكان عمدتها أن كل ذلك خبر عن الله تعالى لا يرجع بشيء من ذلك إلى سواه أصلا ثم كيف يجتمع ما ذكرنا عن توراتهم مع قوله في السفر الخامس كلمكم الله من وسط اللهيب فسمعتم صوته ولم تروا له شخصا وهاتان قضيتان تكذب كل واحدة منهما الأخرى ولا بد * ( فصل ) * وبعد ذلك قال فلما أطال موسى المقام اجتمع بنو إسرائيل إلى هارون وقالوا قم وأعمل لنا إلها يتقدمنا فإننا لا ندري ما أصاب موسى الرجل الذي أخرجنا من مصر فقال لهم هارون أقلعوا أقراط الذهب عن آذان نسائكم وأولادكم وبناتكم وائتوني بها ففعلوا ما أمرهم به وأتوه بالأقراط فلما قبضها هارون أفرغها وعمل لهم منها عجلا وقال هذا الهكم يا بني إسرائيل الذي أخرجكم من مصر فلما بصر بها هارون بنى مذبحا بين يدي العجل وبرح مسمعا غدا عيد السيد فلما قاموا صباحا قربوا له قربانا وأهدوا له هدايا وقعدت العامة تأكل وتشرب وقاموا للعب ثم ذكر إقبال موسى وأنه لما تدانى من المعسكر بصر بالعجل وجماعات تتغنى وبعد ذلك ذكر أنه قال لهارون ماذا فعلت بك هذه الأمة إذ جعلتم تذنبون ذنبا عظيما فقال له
161
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 161