responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 142


بهذه الشهرة حتى قالوا إن الله عز وجل عجز عن أن يصرع بنص كلام توراتهم وحقق ذلك قولهم عن الله تعالى أنه قال كنت قويا على الله تعالى فكيف على الناس ولقد أخبرني بعض أهل البصر بالعبرانية أنه لذلك سماه إسرائيل إبل بلغتهم هو اسم الله تعالى بلا شك ولا خلاف فمعناه أسر الله تذكيرا بذلك الضبط الذي كان بعد المصارعة إذ قال له دعني فقال له يعقوب لا أدعك حتى تبارك علي ولقد ضربت بهذا الفصل وجوه المتعرضين منهم للجدال في كل محفل فثبتوا على أن نص التوراة أن يعقوب صارع الوهيم وقال أن لفظ الوهيم يعبر بها عن الملك فإنما صارع ملكا من الملائكة فقلت لهم سياق الكلام يبطل ما تقولون ضرورة أن فيه كنت قويا على الله فكيف على الناس وفيه أن يعقوب قال رأيت الله مواجهة وسلمت نفسي ولا يمكن البتة أن يعجب من سلامة نفسه إذ رأي الملك ولا يبلغ من مس الملك لما نص يعقوب أن يحرم على بني إسرائيل أكل عروق الفخذ في الأبد من أجل ذلك وفيه أنه سمى الموضع بذلك فنيئيل لأنه قابل إيل وهو الله عز وجل بلا احتمال عندكم ثم لو كان ملكا كما تدعون عند المناظرة لكان أيضا من الخطاء تصارع نبي وملك لغير معنى فهذه صفة المتحدين في العنصر لا صفة الملائكة والأنبياء فإن قيل قد رويتم أن نبيكم صارع ركانة بن عبد يزيد قلنا نعم لأن ركانة كان من القوة بحيث لا يجد أحدا يقاومه في جزيرة العرب ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم موصوفا بالقوة الزائدة فدعاه إلى الإسلام فقال له إن صرعتني آمنت بك ورأى أن هذا من المعجزات فأمره عليه السلام بالتأهب لذلك ثم صرعه للوقت وأسلم ركانة بعد مدة فبين الأمرين فرق كما بين العقل والحمق ولكل مقام مقال ولكن إذا اكل الملائكة عندكم كسور الخبز حتى تشتد بها قلوبهم والشاي واللبن والسمن والفطائر فما ينكر بعضهم للصراع مع الناس في الطرقات وهذه مصائب شاهدة بضلالهم وخذلانهم وصحة اليقين بأن توراتهم مبدلة

142

نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست