responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 141


لكم بهذا فالنسخ ثابت ولا بد لأن نكاح أختين معا حرام في توراتكم وقد قال لي بعضهم في هذا لم تكن الشرائع نازلة من الله تعالى قبل موسى فقلت هذا كذب أليس في نص توراتكم أن الله تعالى قال لنوح عليه السلام كل دبيب حي يكون لكم أكله كخضراء العشب أعطيكم لكن اللحم بدمه لا تأكلوه وأما دماؤكم في أنفسكم فسأطلبها فهذه شريعة إباحة وتحريم قبل موسى عليه السلام فصل وبعد ذلك ذكر أن يعقوب رجع من عند خاله لأبان بنسائه وأولاده قال ولما أصبح أجاز امرأتيه وجاريته وأحد عشر من ولده المخاضة وبقي وحده وصارعه رجل إلى الصبح فلما عجز عنه ضرب حق فخذه فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه وقال له خلني لأنه قد طلع الفجر قال لست أدعك حتى تبارك علي فقال له كيف اسمك قال يعقوب قال له لست تدعى من اليوم يعقوب بل إسرائيل من أجل أنك كنت قويا على الله فكيف على الناس فقال له يعقوب عرفني باسمك فقال له لو لم تسألني عن اسمي وبارك عليه في ذلك الموضع فسمى يعقوب ذلك الموضع فنيئيل وقال رأيت الله تعالى مواجهة وسلمت نفسي وبزغت له الشمس بعد أن جاوز فنيئيل وهو يعرج من رجله ولهذا لا يأكل بنو إسرائيل العقب الذي على حق الفخذ إلى اليوم لأنه ضرب حق فخذ يعقوب لمس الله وانقباضه قال أبو محمد رضي الله عنه في هذا الفصل شنعة على كل من سلف يقشعر منها جلود أهل العقول وبالله العظيم لولا أن الله عز وجل قص علينا كفرهم بقولهم « يد الله مغلولة » وبقولهم « إن الله فقير ونحن أغنياء » لما نطقت ألسنتنا بحكاية هذه العظائم لكنا نحكيه منكرين كما نتلوه فيما نصه عز وجل لنا تحذيرا من إفكهم قال أبو محمد رضي الله عنه ذكر في هذا المكان أن يعقوب صارع الله عز وجل تعالى الله عن ذلك وعن كل شبه لخلقه فكيف عن لعب الصراع الذي لا يفعله إلا أهل البطالة وأما أهل العقول فلا يفعلونه لغير ضرورة ثم لم يكتفوا

141

نام کتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست