المقال ، ولا في جميع من شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة ، ولا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وأولاده وأحفاده - مثل الحسن ، والحسين ، والمشاهير من ذرياتهم مثل عبد الله بن الحسن ، وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد ، وموسى بن جعفر ، علي بن موسى الرضا عليهم السلام - ومن جرى منهم على الشداد من غير تبديل ولا تغيير ، ولا في الخلفاء الراشدين ، ولم يستجيزوا أن يطعنوا في واحد منهم ، وكذلك في أعلام التابعين وأتباع التابعين ، الذين صانهم الله تعالى عن التلوث بالبدع ، وإظهار شيء من المنكرات ، ولا يحكمون في عوام المسلمين إلا بظاهر إيمانهم ، ولا يقولون بتكفير واحد منهم إلا أن يتبين منه ما يوجب تكفيره ، ويصدفون بقول النبي صلى الله عليه وسلم : « يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون » كما أخرجه البخاري ، وقد ورد أنه يشفع كل واحد منهم في عدد ربيعة ومضر ، ويوجبون على أنفسهم الدعاء لمن سلف من هذه الأمة ، كما أمر الله تعالى في كتابه حيث قال : * ( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم ) * . الفصل السادس من فصول هذه الباب في بيان فضائل أهل السنة ، وأنواع علومهم وأئمتهم اعلم أنه لا خصلة من الخصال التي تعد في المفاخر لأهل الإسلام : من المعارف والعلوم ، وأنواع الاجتهادات ، إلا ولأهل السنة والجماعة في ميدانها القدح المعلى ، والسهم الأوفر ، فدونك أئمة أصول الدين وعلماء الكلام من أهل السنة . فأول متكلميهم من الصحابة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه حيث ناظر الخوارج في مسائل الوعد والوعيد ، وناظر القدرية في المشيئة والاستطاعة والقدر ،