فيهم « يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم » . وقالوا في كل من أظهر أصول أهل السنة . وانما تبرأوا من أهل الملل الخارجة عن الاسلام ومن أهل الأهواء الضالة مع انتسابها إلى الاسلام كالقدرية والمرجئة والرافضة والخوارج والجهمية والنجارية والمجسمة وقد تقدم بيان تفصيل هذه الجملة في الفصل الذي قبل هذا الفصل بما فيه كفاية . الفصل الخامس من فصول هذا الباب في بيان عصمة الله أهل السنة عن تكفير بعضهم بعضا أهل السنة لا يكفر بعضهم بعضا ، وليس بينهم خلاف يوجب التبري والتكفير ، فهم إذن أهل الجماعة القائمون بالحق ، والله تعالى يحفظ الحق وأهله ، فلا يقعون في تنابذ وتناقض ، وليس فريق من فرق المخالفين إلا وفيهم تكفير بعضهم لبعض ، وتبرئ بعضهم من بعض ، كالخوارج ، والروافض ، والقدرية ، حتى اجتمع سبعة منهم في مجلس واحد فافترقوا عن تكفير بعضهم بعضا ، وكانوا بمنزلة اليهود والنصارى حين كفر بعضهم بعضا حتى قالت اليهود : * ( ليست النصارى على شئ وقالت النصارى ليست اليهود على شيء ) * . وقال الله سبحانه وتعالى : * ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) * . وقد عصم الله أهل السنة من أن يقولوا في أسلاف هذه الأمة منكرا ، أو يطعنوا فيهم طعنا ، فلا يقولون في المهاجرين والأنصار وأعلام الدين ولا في أهل بدر وأحد ، وأهل بيعة الرضوان إلا أحسن