responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفَرق بين الفِرق نویسنده : عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي    جلد : 1  صفحه : 267


له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب » فإذا سألهم الغر عن تأويل باطن الباب قالوا جرت سنة الله تعالى في أخذ العهد والميثاق على رسله ولذلك قال « وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا » وذكروا له قوله « ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون » فإذا حلف الغر لهم بالايمان المغلظة وبالطلاق والعتق وبسبيل الأموال فقد ربطوه بها وذكروا له من تأويل الظواهر ما يؤدى إلى رفعها بزعمهم فان قبل الأحمق ذلك منهم دخل في دين الزنادقة باطلا واستتر بالاسلام ظاهرا وان نفر الحالف عن اعتقاد تأويلات الباطنية الزنادقة كتمها عليهم لأنه قد حلف لهم على كتمان ما أظهروه لهم من اسرارهم وإذا قبلها منهم فقد حلفوه وسلخوه عن دين الاسلام وقالوا له حينئذ ان الظاهر كالقشر والباطن كاللب واللب خير من القشر .
قال عبد القاهر حكى له بعض من كان دخل في دعوة الباطنية ثم وفقه الله تعالى لرشده وهداه إلى حل ايمانهم أنهم لما وثقوا منه بأيمانه قالوا له ان المسلمين بالأنبياء كنوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد وكل من ادعى النبوة كانوا أصحاب نواميس ومخاريق أحبوا الزعامة على العامة فخدعوهم بنيرنجات واستعبدوهم بشرائعهم .
قال هذا الحاكي لي ثم ناقض الذي كشف لي هذا السر بان قال له ينبغي أن تعلم أن محمد بن إسماعيل بن جعفر هو الذي نادى موسى بن عمران من الشجرة فقال له « إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوي » قال فقلت سخنت عينك تدعوني إلى الكفر برب قديم الخالق للعالم ثم تدعوني مع ذلك إلى الاقرار بربوبية انسان مخلوق وتزعم انه كان قبل ولادته إلها مرسلا لموسى ؟ فان

267

نام کتاب : الفَرق بين الفِرق نویسنده : عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي    جلد : 1  صفحه : 267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست