responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفَرق بين الفِرق نویسنده : عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي    جلد : 1  صفحه : 264


ووجوه النظر والمقاييس وقالوا أيضا لدعاتهم لا تطرحوا بذركم في ارض سبخة وأرادوا بذلك منع دعاتهم عن اظهار بدعتهم عند من لا يؤثر فيهم بدعتهم كما لا يؤثر البذر في الأرض السبخة شيئا وسموا قلوب اتباعهم الأغنام أرضا زاكية لأنها تقبل بدعتهم وهذا المثل بالعكس أولى وذلك ان القلوب الزاكية هي القابلة للدين القويم والصراط المستقيم وهى التي لا تصدأ بشبه أهل الضلال كالذهب الإبريز الذي لا يصدأ في الماء ولا يبلى في التراب ولا ينقص في النار والأرض السبخة كقلوب الباطنية وسائر الزنادقة الذين لا يزجرهم عقل ولا يردعهم شرع منهم أرجاس أنجاس أموات غير أحياء « إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا » وأقل حويلا قد قسم لهم الحظ من الرزق من قسم رزق الخنازير في مراعيها وأباح طعمه العنب في براريها « لا يسأل عما يفعل وهم يسألون » .
وقالوا أيضا من شرط الداعي إلى مذهبهم ان يكون عارفا بالوجوه التي تدعى بها الأصناف فليست دعوة الأصناف من وجه واحد بل لكل صنف من الناس وجهه يدعى منه إلى مذهب الباطن .
فمن رآه الداعي مائلا إلى العبادات حمله على الزهد والعبادة ثم سأله عن معاني العبادات وعلل الفرائض وشككه فيها .
ومن رآه ذا مجون وخلاعة قال له العبادة باله وحماقته وانما الفطنة في نيل اللذات وتمثل له بقول الشاعر :
من راقب الناس مات هما * وفاز باللذة الجسور ومن رآه شكا في دينه أو في المعاد والثواب والعقاب صرح له بنفي ذلك وحمله على استباحة المحرمات واستروح معه إلى قول الشاعر الماجن :
أأترك لذة الصهباء صرفا * لما وعدوه من لحم وخمر

264

نام کتاب : الفَرق بين الفِرق نویسنده : عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي    جلد : 1  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست