responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفَرق بين الفِرق نویسنده : عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي    جلد : 1  صفحه : 263


ثم يكون له أخت أو بنت حسناء وليست له زوجة في حسنها فيحرمها على نفسه وينكحها من أجنبي ولو عقل الجاهل لعلم انه أحق بأخته وبنته من الأجنبي ما وجه ذلك الا ان صاحبهم حرم عليهم الطيبات وخوفهم بغائب لا يعقل وهو الإله الذي يزعمونه وأخبرهم بكون مالا يرونه أبدا من البعث من القبور والحساب والجنة والنار حتى استعبدهم بذلك عاجلا وجعلهم له في حياته ولذريته بعد وفاته خولا واستباح بذلك بقوله « لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى » فكان أمره معهم نقدا وأمرهم معه نسيئة وقد استعجل منهم بدل أرواحهم وأموالهم على انتظار موعد لا يكون وهل الجنة إلا هذه الدنيا ونعيمها وهل النار وعذابها إلا ما فيه أصحاب الشرائع من التعب والنصب في الصلاة والصيام والجهاد والحج ؟
ثم قال لسليمان بن الحسن في هذه الرسالة وأنت وإخوانك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس وفى هذه الدنيا ورثتم نعيمها ولذاتها المحرمة على الجاهلين المتمسكين بشرائع أصحاب النواميس فهنيئا لكم ما نلتم من الراحة عن أمرهم .
وفى هذا الذي ذكرناه دلالة على ان غرض الباطنية القول بمذاهب الدهرية واستباحة المحرمات وترك العبادات .
ثم ان الباطنية لهم في اصطياد الأغنام ودعوتهم إلى بدعتهم حيل على مراتب سموها التفرس والتأنيس والتشكيك والتعليق والربط والتدليس والتأسيس والمواثيق بالايمان والعهود وآخرها الخلع والسلخ .
فاما التفرس فإنهم قالوا من شرط الداعي إلى بدعتهم ان يكون قويا على التلبيس وعارفا بوجوه تأويل الظواهر ليردها إلى الباطن ويكون مع ذلك مخبرا بين من يجوز من يطمع فيه وفى اغوائه وبين من لا مطمع فيه ولهذا قالوا في وصاياهم للدعاة إلى بدعتهم لا تتكلموا في بيت فيه سراج يعنون بالسراج من يعرف علم الكلام

263

نام کتاب : الفَرق بين الفِرق نویسنده : عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي    جلد : 1  صفحه : 263
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست