ثم يكون له أخت أو بنت حسناء وليست له زوجة في حسنها فيحرمها على نفسه وينكحها من أجنبي ولو عقل الجاهل لعلم انه أحق بأخته وبنته من الأجنبي ما وجه ذلك الا ان صاحبهم حرم عليهم الطيبات وخوفهم بغائب لا يعقل وهو الإله الذي يزعمونه وأخبرهم بكون مالا يرونه أبدا من البعث من القبور والحساب والجنة والنار حتى استعبدهم بذلك عاجلا وجعلهم له في حياته ولذريته بعد وفاته خولا واستباح بذلك بقوله « لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى » فكان أمره معهم نقدا وأمرهم معه نسيئة وقد استعجل منهم بدل أرواحهم وأموالهم على انتظار موعد لا يكون وهل الجنة إلا هذه الدنيا ونعيمها وهل النار وعذابها إلا ما فيه أصحاب الشرائع من التعب والنصب في الصلاة والصيام والجهاد والحج ؟ ثم قال لسليمان بن الحسن في هذه الرسالة وأنت وإخوانك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس وفى هذه الدنيا ورثتم نعيمها ولذاتها المحرمة على الجاهلين المتمسكين بشرائع أصحاب النواميس فهنيئا لكم ما نلتم من الراحة عن أمرهم . وفى هذا الذي ذكرناه دلالة على ان غرض الباطنية القول بمذاهب الدهرية واستباحة المحرمات وترك العبادات . ثم ان الباطنية لهم في اصطياد الأغنام ودعوتهم إلى بدعتهم حيل على مراتب سموها التفرس والتأنيس والتشكيك والتعليق والربط والتدليس والتأسيس والمواثيق بالايمان والعهود وآخرها الخلع والسلخ . فاما التفرس فإنهم قالوا من شرط الداعي إلى بدعتهم ان يكون قويا على التلبيس وعارفا بوجوه تأويل الظواهر ليردها إلى الباطن ويكون مع ذلك مخبرا بين من يجوز من يطمع فيه وفى اغوائه وبين من لا مطمع فيه ولهذا قالوا في وصاياهم للدعاة إلى بدعتهم لا تتكلموا في بيت فيه سراج يعنون بالسراج من يعرف علم الكلام