انه قتل بها ثلاثة آلاف وأخرج منها سبعمائة بكر واقتلع الحجر الأسود وحمله إلى البحرين ثم ردفها إلى الكوفة ورد بعد ذلك من الكوفة إلى مكة على يد أبى إسحاق إبراهيم بن محمد ابن يحيى مزكي نيسابور في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة . وقصد سليمان ابن الحسن بغداد في سنة ثماني عشرة وثلاثمائة فلما ورد هيت رمته امرأة من سطحها بلبنة فقتلته وانقطعت بعد ذلك شوكة القرامطة وصاروا بعد قتل سليمان بن الحسن متصدين للحجيج من الكوفة والبصرة إلى مكة حفاة ومال مضمون لهم إلى ان غلبهم الأصغر العقيلي على بعض ديارهم . وكانت ولاية مصر وأعمالها للإخشيدية وانضم بعضهم إلى ابن عبيد الله الباطني الذي كان قد استولى على قيروان ودخلوا مصر في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة وابتنوا بها مدينة سموها القاهرة يسكنها أهل بدعته وأهل مصر ثابتون على السنة إلى يومنا وان أطاعوا صاحب القاهرة في أداء خراجهم إليه . وكان أبو شجاع فناخسرو بن بويه قد تأهب لقصد مصر وانتزاعها من أيدي الباطنية وكتب على اعلامه بالسواد بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد خاتم النبيين الطائع لله أمير المؤمنين ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين وقال قصيدة أولها : أما ترى الأقدار لي طوائعا * قواضيا لي بالعيان كالخبر ويشهد الأنام لي بأنني * ذاك الذي يرجى وذاك المنتظر لنصرة الاسلام والداعي إلى * خليفة الله الإمام المفتخر فلما خرج مضاربه للخروج إلى مصر غامضه الأجل فمضى لسبيله فلما قضى فناخسرو نحبه طمع زعيم مصر في ملوك نواحي الشرق فكاتبهم