هذه الأشياء في بعض الأحوال فلا تسجد للأشخاص الحسنة الصور . وقلت له أيضا ان الصور الحسنة في العالم كثيرة وليس بعضها بحلول الإله فيه أولى من بعض وان زعمت ان الإله حال في جميع الصور الحسنة فهل ذلك الحلول على طريق قيام العرض بالجسم أو على طريق كون الجسم في الجسم به ويستحيل حلول عرض واحد في محال كثيرة ويستحيل كون شيء واحد في أمكنة كثيرة وإذا استحال هذا استحال ما يؤدى إليه . واما الحلاجية فمنسوبون إلى أبى المغيث الحسين بن منصور المعروف بالحلاج وكان من ارض فارس من مدينة يقال لها البيضاء وكان في بدء أمره مشغولا بكلام الصوفية وكانت عباراته حينئذ من الجنس الذي تسميه الصوفية الشطح وهو الذي يحتمل معنيين أحدهما حسن محمود والآخر قبح مذموم وكان يدعى أنواع العلوم على الخصوص والعموم وافتتن به قوم من أهل بغداد وقوم من أهل طالقان خراسان . وقد اختلف فيه المتكلمون والفقهاء والصوفية فاما المتكلمون فأكثرهم على تكفيره وعلى انه كان على مذاهب الحلولية وقبله قوم من متكلمي السالمية بالبصرة ونسبوه إلى حقائق معاني الصوفية وكان القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الأشعري رحمه الله نسبه إلى معاطاة الحيل والمخاريق وذكر في كتابه الذي أبان فيه عجز المعتزلة عن تصحيح دلائل النبوة على أصولهم مخاريق الحلاج ووجوه حيله . واختلف الفقهاء أيضا في شأن الحلاج فتوقف فيه أبو العباس بن سريج