بصورة نوح وفى وقت آخر بصورة إبراهيم ثم تردد في صور الأنبياء إلى محمد ثم تصور بعده في صورة على وانتقل بعد ذلك في صور أولاده ثم تصور بعد ذلك في صورة أبى مسلم ثم انه زعم أنه في زمانه الذي كان فيه قد تصور بصورة هشام بن حكيم وكان اسمه هاشم بن حكيم وقال إني انما انتقل في الصور لان عبادي لا يطيقون رؤيتي في صورتي التي انا عليها ومن رآني احترق بنوري وكان له حصن عظيم وثيق بناحية كثير ونخشب في جبل يقال له سيام وكان عرض جدار سورها أكثر من مائة آجرة دونها خندق 100 كثيرة وكان معه أهل الصعد والأتراك الخلجية وجهز المهدى إليهم صاحب جيشه معاذ بن مسلم في سبعين الف من المقاتلة واتبعهم لسعيد بن عمرو الحرش ثم أفرد سعيدا بالقتال وبتدبير الحرب فقاتله سنين واتخذ سعيد من الحديد والخشب مائتي سلم ليضعها على عرض خندق المقنع ليعبر عليها رجاله واستدعى من مولتان الهند عشرة آلاف جلد جاموس وحشاها رملا وكبس بها خندق المقنع وقاتل جند المقنع من وراء خندقه فاستأمن منهم إليه ثلاثون ألفا وقتل الباقون منهم وأحرق المقنع نفسه في تنور في حصنه قد أذاب فيه النحاس مع السكر حتى ذاب فيه وافتتن به أصحابه بعد ذلك لما لم يجدوا له جثة ولا رمادا وزعموا انه صعد إلى السماء واتباعه اليوم في جبال ابلاق اكره أهلها ولهم في كل قرية من قراهم مسجد لا يصلون فيه ولكن يكترون مؤذنا يؤذن فيه وهم يستحلون الميتة والخنزير وكل واحد منهم يستمتع بامرأة غيره وان ظفروا بمسلم لم يره المؤذن الذي في مسجدهم قتلوه وأخفوه غير انهم مقهورون بعامة المسلمين في ناحيتهم والحمد لله على ذلك .