وأتباع أبي الخطاب افترقوا بعد صلبه خمس فرق كلهم يزعمون أن الأئمة آلهة ، وأنهم يعلمون الغيب وما هو كائن قبل أن يكون ، وكلهم كفار مارقون من دين الإسلام . فالفرقة الأولى منهم المعمرية ، وهم يقولون : إن الإمام بعد أبي الخطاب رجل اسمه معمر ، وكانوا يعبدونه كما يعبدون أبا الخطاب ، وكانوا يزعمون أن الدنيا لا تفنى ، وأن الجنة هي التي تصيب الناس من خير ونعمة وعافية ، وأن النار هي التي تصيب الناس من شر ومشقة وبلية ، واستحلوا المحرمات ، ودانوا بترك الفرائض وكانوا ينكرون القيامة ، ويقولون بتناسخ الأرواح . الفرقة الثانية : البزيغية ، وهم أتباع بزيغ ، وكان يزعم أن جعفرا كان إلها ، ولم يكن جعفر ذلك الذي يراه الناس ، بلى كان يظهر للناس بتلك الصورة . وزعموا أيضا أن كل مؤمن يوحى إليه ، وتأولوا على ذلك قول الله تعالى : ( وكان كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله ) أي بوحي منه إليه ، واستدلوا أيضا بقوله ( وإذا أوحيت إلى الحواريين ) وادعوا في أنفسهم أنهم هم الحواريون ، وذكروا قول الله تعالى : ( وأوحى ربك إلى النحل ) وقالوا : إذا جاز الوحي إلى النحل فالوحي إلينا أولى بالجواز . وزعموا أيضا أن فيهم من هو أفضل من جبريل وميكائيل ومحمد . وزعموا أيضا أنهم لا يموتون ، وأن الواحد منهم إذا بلغ النهاية في دينه رفع إلى الملكوت . وزعموا أنهم يرون المرفوعين منهم غدوة وعشية .