على جند المنصور فلما التقى الجمعان إبراهيم وهي على ستة عشر فرسخا من الكوفة قتل إبراهيم وانهزمت المعتزلة عنه ولحقه شؤمهم وتولى قتالهم من أصحاب المنصور عيسى بن موسى وسلم ابن قتيبة واما أخوه الرئيس فإنه مات بأرض المغرب وقيل انه سم . وذكر بعض أصحاب التواريخ ان سليمان بن جرير الزيدي سمه ثم هرب إلى العراق فلما قتل محمد ابن عبد الله بن الحسين بن الحسن اختلف المغيرية في المغيرة فهربت منه فرقة منهم ولعنوه وقالوا انه كذب في دعواه ان محمد بن عبد الله بن الحسن هو المهدى الذي يملك الأرض لأنه قتل ولم يملك الأرض ولا عشرها . وفرقة ثبتت على موالاة المغيرة وقالت ان صدق في ان محمد بن عبد الله بن الحسن هو المهدى المنتظر وانه لم يقتل بل هو في جبل من جبال حاجز مقيم إلى ان يؤمر بالخروج فإذا خرج عقدت له البيعة بمكة بين الركن والمقام ويحيى له سبعة عشر رجلا يعطى كل رجل منهم حرفا واحدا من حروف الاسم الأعظم فيهزمون الجيوش ويملكون الأرض . وزعم هؤلاء ان الذي قتله جند المنصور بالمدينة انما كان شيطانا تمثل للناس بصورة محمد بن عبد الله بن الحسين بن الحسن وهؤلاء يقال لهم المحمدية من الرافضة لانتظارهم محمد ابن عبد الله بن الحسين بن الحسن . وكان جابر الجعفي على هذا المذهب وادعى وصية المغيرة بن سعيد إليه بذلك فلما مات جابر ادعى بكر الأعور الهجري القتات وصية جابر إليه وزعم انه لا يموت واكل بذلك أموال المغيرية على وجه السخرية منهم فلما مات بكر علموا انه كان كاذبا في دعواه فلعنوه . قال عبد القاهر كيف يعد في فرق الاسلام قوم شبهوا معبودهم بحروف الهجاء وادعوا نبوة زعيمهم لو كان هؤلاء من الأمة لصح قول من يزعم أن القائلين