منها قوله في باب الرد على أصحاب الحديث في الايمان فان قالوا بأحموقيتهم الايمان قول وعمل قيل لهم كذا . وكذا وقد عبر عن مكان معبوده في بعض كتبه بالحيثوثية وهذه العبارات السخيفة لائقة بمذهبه السخيف . ثم انه مع أصحابه تكلموا في مقدورات الله تعالى فزعموا انه لا يقدر الا على الحوادث التي تحدث في ذاته من إرادته وأقواله وإدراكاته وملاقاته لما يلاقيه فاما المخلوقات من أجسام العالم وأعراضها فليس شيء منها مقدورا لله تعالى ولم يكن الله تعالى قادرا على شيء منها مع كونها مخلوقة وانما خلق كل مخلوق من العالم بقوله كن لا بقدرته . وهذه بدعة لم يسبقوا إليها لان الناس قبلهم اختلفوا في مقدورات الله تعالى على مذاهب أهل السنة والجماعة كل مخلوق كان مقدورا لله تعالى قبل حدوثه وهو محدث جميع الحوادث بقدرته وزعم معمر أن الأجسام كلها كانت مقدورة له قبل أن خلقها وليست الاعراض مخلوقة له ولا مقدورة له وقال أكثر المعتزلة ان الأجسام والألوان والطعوم والروائح وسائر أجناس الاعراض كانت مقدورة لله تعالى وانما امتنعوا من وصفه بالقدرة على مقدورات غيره وقالت الجهمية الحوادث كلها مقدورة لله تعالى ولا قادر ولا فاعل غيره وما قال أحد قبل الكرامية باختصاص قدرة الإله بحوادث تحدث في ذاته بزعمهم تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا ! ثم انهم تكلموا في باب التعديل والتحوير بعجائب منها قولهم يجب ان يكون أول شيء خلقه الله تعالى جسما حيا يصح منه الاعتبار وزعموا أنه لو بدأ بخلق الجمادات لم يكن حكيما وزادوا في هذه البدعة على القدرية في قولها لا بد من أن يكون في الخلق من يصح منه الاعتبار وليس بواجب أن يكون أول الخلق حيا يصح منه الاعتبار .