responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفَرق بين الفِرق نویسنده : عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي    جلد : 1  صفحه : 201


المشتقة من أفعاله عند أهل اللغة مع استحالة وجود الأفعال في الأزل فزعموا أنه لم يزل خالقا رازقا منعما من غير وجود خلق ورزق ونعمة منه وزعموا أنه لم يزل خالقا بخالقية فيه ورازقا برازقية فيه وقالوا ان خالقيته قدرته على الخلق ورازقيته قدرته على الرزق والقدرة قديمة والخلق والرزق حادثان فيه بقدرته وقالوا بالخلق يصير المخلوق من العالم مخلوقا وبذلك الرزق الحادث فيه يصير المرزوق مرزوقا .
وأعجب من هذا فرقهم بين المتكلم والقائل وبين الكلام والقول وذلك أنهم قالوا ان الله تعالى لم يزل متكلما قائلا ثم فرقوا بين الاسمين في المعنى فقالوا انه لم يزل متكلما بكلام هو قدرته على القول ولم يزل قائلا بقائلية لا يقول والقائلية قدرته على القول وقوله حروف حادثة فيه فقول الله تعالى عندهم حادث فيه وكلامه قديم .
قال عبد القاهر ناظرت بعضهم في هذه المسألة فقلت له إذا زعمت ان الكلام هو القدرة على القول والساكت عندك قادر على القول في حال سكوته لزمك على هذا القول ان يكون الساكت متكلما فالتزم ذلك .
ومن تدقيق الكرامية في هذا الباب قولهم انا نقول ان الله تعالى لم يزل خالقا رازقا على الاطلاق ولا نقول بالإضافة ان لم يزل خالقا للمخلوقين ورازقا للمرزوقين وانما نذكر هذه الإضافة عند وجود المخلوقين والمرزوقين .
وقالوا على هذا القياس ان الله تعالى لم يزل معبودا ولم يكن في الأزل معبود العابدين وانما صار معبود العابدين عند وجود العابدين ووجود عبادتهم له .
ثم ان ابن كرام ذكر في كتابه المعروف بعذاب القبر بابا له ترجمة عجيبة فقال باب في كيفوفية الله عز وجل ولا يدري العاقل مماذا يتعجب أعن جسارته على اطلاق لفظ الكيفية في صفات الله تعالى أم من قبح عبارته عن الكيفية بالكيفوفية وله من جنس هذه العبارة أشكال .

201

نام کتاب : الفَرق بين الفِرق نویسنده : عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي    جلد : 1  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست