المشتقة من أفعاله عند أهل اللغة مع استحالة وجود الأفعال في الأزل فزعموا أنه لم يزل خالقا رازقا منعما من غير وجود خلق ورزق ونعمة منه وزعموا أنه لم يزل خالقا بخالقية فيه ورازقا برازقية فيه وقالوا ان خالقيته قدرته على الخلق ورازقيته قدرته على الرزق والقدرة قديمة والخلق والرزق حادثان فيه بقدرته وقالوا بالخلق يصير المخلوق من العالم مخلوقا وبذلك الرزق الحادث فيه يصير المرزوق مرزوقا . وأعجب من هذا فرقهم بين المتكلم والقائل وبين الكلام والقول وذلك أنهم قالوا ان الله تعالى لم يزل متكلما قائلا ثم فرقوا بين الاسمين في المعنى فقالوا انه لم يزل متكلما بكلام هو قدرته على القول ولم يزل قائلا بقائلية لا يقول والقائلية قدرته على القول وقوله حروف حادثة فيه فقول الله تعالى عندهم حادث فيه وكلامه قديم . قال عبد القاهر ناظرت بعضهم في هذه المسألة فقلت له إذا زعمت ان الكلام هو القدرة على القول والساكت عندك قادر على القول في حال سكوته لزمك على هذا القول ان يكون الساكت متكلما فالتزم ذلك . ومن تدقيق الكرامية في هذا الباب قولهم انا نقول ان الله تعالى لم يزل خالقا رازقا على الاطلاق ولا نقول بالإضافة ان لم يزل خالقا للمخلوقين ورازقا للمرزوقين وانما نذكر هذه الإضافة عند وجود المخلوقين والمرزوقين . وقالوا على هذا القياس ان الله تعالى لم يزل معبودا ولم يكن في الأزل معبود العابدين وانما صار معبود العابدين عند وجود العابدين ووجود عبادتهم له . ثم ان ابن كرام ذكر في كتابه المعروف بعذاب القبر بابا له ترجمة عجيبة فقال باب في كيفوفية الله عز وجل ولا يدري العاقل مماذا يتعجب أعن جسارته على اطلاق لفظ الكيفية في صفات الله تعالى أم من قبح عبارته عن الكيفية بالكيفوفية وله من جنس هذه العبارة أشكال .