responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفَرق بين الفِرق نویسنده : عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي    جلد : 1  صفحه : 200


مسموعا .
وزعموا أيضا أنه لا يعدم من العالم شيء من الاعراض الا بعد حدوث أعراض كثيرة في معبودهم منها إرادة لعدمه ومنها قوله لما يريد عدمه كن معدوما أو افن وهذا القول في نفسه حروف كل حرف منها عرض حادث فيه فصارت الحوادث الحادثة في ذات الإله عندهم أضعاف أضعاف الحوادث من أجسام العالم وأعراضها .
واختلفت الكرامية في جواز العدم في تلك الحوادث الحادثة في ذات الإله بزعمهم فأجاز بعضهم عدمها وأجاز عدمها أكثرهم واجمع الفريقان منهم على أن ذات الإله لا يخلو في المستقبل عن حلول الحوادث فيه وان كان قد خلا منها في الأزل وهذا نظير قول أصحاب الهيولى إن الهيولى كانت في الأزل جوهرا خاليا من الاعراض ثم حدثت الاعراض فيها وهى لا تخلو منها في المستقبل .
واختلفت الكرامية في جواز العدم على أجسام العالم فأحال ذلك أكثرهم وضاهوا بذلك من زعم من الدهرية والفلاسفة أن الفلك والكواكب طبيعة خامسة لا تقبل الفساد والفناء .
وكان الناس يتعجبون من قول المعتزلة البصرية إن الله تعالى يقدر على إفناء الأجسام كلها دفعة واحدة ولا يقدر على إفناء بعضها مع بقاء بعض منها وزال هذا التعجب بقول من زعم من الكرامية انه لا يقدر على إعدام جسم بحال .
وأعجب من هذا كله أن ابن كرام وصف معبوده بالثقل وذلك انه قال في كتاب عذاب القبر في تفسير قول الله عز وجل « إذا السماء انفطرت » انها انفطرت من ثقل الرحمن عليها .
ثم إن ابن كرام وأكثر أتباعه زعموا ان الله تعالى لم يزل موصوفا بأسمائه

200

نام کتاب : الفَرق بين الفِرق نویسنده : عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي    جلد : 1  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست