وأبدل أصحابه لفظ الماسة بلفظ الملاقاة منه للعرش وقالوا لا يصح وجود جسم بينه وبين العرش إلا بان يحيط العرش إلى أسفل وهذا معنى المماسة التي امتنعوا من لفظها . واختلف أصحابه في معنى الاستواء المذكور في قوله « الرحمن على العرش استوى » . فمنهم من زعم أن كل العرش مكان له وانه لو خلق بإزاء العرش عروشا موازية لعرشه لصارت العروش كلها مكانا له لأنه أكبر منها كلها وهذا القول يوجب عليهم ان يكون عرشه اليوم كبعضه في عرضه . ومنهم من قال إنه لا يزيد على عرشه في جهة المماسة ولا يفضل منه شيء على العرش وهذا يقتضى ان يكون عرضه كعرض العرش . وكان من الكرامية بنيسابور ورجل يعرف بإبراهيم ابن مهاجر بنصر هذا القول ويناظر عليه . وزعم ابن كرام وأتباعه أن معبودهم محل للحوادث وزعموا أن أقواله وإرادته وإدراكاته للمرئيات وإدراكاته للمسموعات وملاقاته للصحيفة العليا من العالم أعراض حادثة فيه وهو محل لتلك الحوادث الحادثة فيه وسموا قوله للشيء كن خلقا للمخلوق وإحداثا للمحدث واعلاما للذي يعدم بعد وجوده ومنعوا من وصف الأعراض الحادثة فيه بأنها مخلوقة أو مفعولة أو محدثة . وزعموا أيضا أنه لا يحدث في العالم جسم ولا عرض إلا بعد حدوث أعراض كثيرة في ذات معبودهم منها إرادة لحدوث ذلك الحادث ومنها قوله لذلك الحادث كن على الوجه الذي علم حدوثه عليه وذلك القول في نفسه حروف كثيرة كل حرف منها عرض حادث فيه ومنها رؤية تحدث فيه يرى بها ذلك الحادث ولو لم يحدث فيه الرؤية لم ير ذلك الحادث ومنها استماعه لذلك الحادث ان كان