لم نأمن وقوعه منه فيما مضى أو في المستقبل فقال النظام هذا الالزام فما قولك فيه فقال أنا أسوى بينهما وأقول انه لا يقدر على ما علم ان لا يفعله أو أخبر بأنه لا يفعله كما أقول أنا وأنت انه لا يقدر على الظلم والكذب فقال النظام للأسواري قولك الحاد وكفر وقال أبو الهذيل للأسواري ما تقول في فرعون ومن علم الله تعالى منهم انهم لا يؤمنون هل كانوا قادرين على الايمان أم لا فان زعمت انهم لم يقدروا عليه فقد كلفهم الله تعالى ما لم يطيقوه وهذا عندك كفر وان قلت انهم كانوا قادرين عليه فما يؤمنك من ان يكون قد وقع من بعضهم ما علم الله تعالى ان لا يقع أو أخبر بأنه لا يقع منه على قول اعتلالك واعتلال النظام انكار كما أنكر قدرة الله تعالى على الظلم والكذب فقال لأبي الهذيل هذا الالزام لنا فما جوابك عنه فقال انا أقول ان الله تعالى قادر على ان يظلم ويكذب وعلى ان يفعل ما علم انه لا يفعله فقالا له أرأيت لو فعل الظلم والكذب كيف يكون مكنون حال الدلائل التي دلت على ان الله تعالى لا يظلم ولا يكذب فقال هذا محال فقالا له كيف يكون المحال مقدورا لله تعالى ولم أحلت وقوع ذلك منه مع كونه مقدورا له فقال لأنه لا يقع الا عن آفة تدخل عليه ومحال دخول الآفات على الله تعالى فقالا له ومحال أيضا ان يكون قادرا على ما يقع منه الا عن آفة تدخل عليه فبهت الثلاثة فقال لهم بشر كل ما أنتم فيه تخليط فقال له أبو الهذيل فما تقول أنت تزعم ان الله تعالى يقدر ان يعذب الطفل أم تقول هذا يقول هذا يعنى النظام فقال أقول بأنه قادر على ذلك فقال أرأيت لو فعل ما قدر عليه من تعذيب الطفل ظالما له في تعذيبه لكان الطفل بالغا عاقلا عاصيا مستحقا للعقاب الذي أوقعه الله تعالى به وكانت الدلائل بحالها في دلالتها على عدله فقال له أبو الهذيل سخنت عينك كيف تكون عبادة لا تفعل ما تقدر عليه من الظلم فقال له المردار انك قد أنكرت على أستاذي فكرا وقد غلط الأستاذ فقال له بشر فكيف تقول قال أقول ان الله تعالى قادر على الظلم والكذب ولو فعل ذلك لكان إلها ظالما كاذبا فقال له بشر فهل كان مستحقا للعبادة أم لا ؟ فان استحقها فالعبادة